✍️ فاطمة فتحي غوينم
نشر المهندس محمد عكاشة، خادم جنوب الجيزة، عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، رسالة تحذيرية تناول فيها ما وصفه بظاهرة «ازدواجية السلوك لدى بعض الأفراد»، مؤكدًا أن مظاهر الصلاح أو اللطف لا تعكس دائمًا حقيقة النفوس.
وجاء في نص ما كتبه:
«الحيوانات صريحة أكثر من البني آدمين… كيف؟
من شكل الحيوان تعرف كل شيء عنه؛ فالحمار مثلًا غبي بس طيب وأليف، والذئب مفترس وخطير وشرس، وعلى هذا الأساس تعرف كيف تتعامل معه وتحترس منه.
ولكن…
هناك نوع آخر من الحيوانات وهو أخطرهم جميعًا، وهي الحيوانات الآدمية، وهم في الشكل بني آدمين لكنهم في حقيقة الأمر أخطر من الحيوانات المفترسة.
هؤلاء من الصعب معرفتهم أو اكتشافهم إلا بعد أن تقع فريسة لهم وتدفع الثمن غاليًا.
أقول هذا بمناسبة استشراء ظاهرة هذه الحيوانات في عصرنا، وستجدهم في كل زمان ومكان؛ فلا يخلو مجتمع منهم، ودائمًا ما يتذرعون باسم الدين وكل الشكليات التي يبتغون منها التقرب من الناس فقط.
ولكن…
حيث إن مخبرهم يختلف عن مظهرهم، ويعلم ذلك جيدًا علام الغيوب الذي يريد منا إخضاع القلوب وليس إخضاع القوالب، فإنه يرفع من وجوههم سمت الصالحين وقبول العابدين المخلصين وحب الناس مهما فعلوا لتصحيح صورتهم… فليس للحيوانات دين؟»
وعلّق عكاشة على هذه الظاهرة موضحًا أن الحيوانات يمكن التعرف على طبيعتها من مظهرها وسلوكها، بينما يظل بعض البشر قادرين على إخفاء حقيقتهم خلف أقنعة مصطنعة، ما يجعل اكتشاف نواياهم الحقيقية أمرًا بالغ الصعوبة.
وأشار إلى أن التاريخ لم يخل من هذه النماذج، وأن المجتمعات دائمًا ما تواجه أشخاصًا يتسترون خلف مظاهر التدين أو الوداعة أو الأخلاق؛ فيما تختلف بواطنهم عن ظواهرهم.
وختم المهندس محمد عكاشة حديثه بالتأكيد على أن «علام الغيوب وحده يعلم ما في القلوب»، وأن الإنسان يُقاس بجوهره الحقيقي لا بمظهره أو بما يدعيه من صفات.
0 تعليقات