أهالي عرب غمازة الكبرى يستغيثون: “نموت كل يوم والروائح خنقتنا.. والقرارات لا تُنفَّذ!”
في واحدة من أخطر الأزمات البيئية التي تواجه مدينة الصف بمحافظة الجيزة، تتصاعد صرخات المواطنين يوما بعد يوم، رافعين استغاثة عاجلة إلى المسؤولين بعد أن تحولت منطقة عرب غمازة الكبرى إلى بؤرة خانقة نتيجة انتشار مصانع الريش غير المرخصة، التي أصبحت بحسب وصف الأهالي “مصانع موت” لا تقل خطرا عن الملوثات الصناعية الكبرى.
هذه المصانع تعمل في الخفاء تارة، وفي العلن تارة أخرى، متجاهلة قرارات الغلق والتشميع ، الكارثة: تدوير مخلفات الطيور النافقة والحيوانات داخل مناطق مأهولة بالسكان
يؤكد الأهالي أن أصحاب تلك المصانع يجمعون مخلفات الطيور النافقة والحيوانات الميتة، بعضها يحمل أمراضا وتحللات خطيرة، ثم يتم فرمها وتحويلها إلى أعلاف تباع للطيور داخل مزارع مختلفة، دون أي اشتراطات صحية أو بيطرية، في مشهد صادم يعكس استهتارًا فاضحا بصحة الإنسان والحيوان على حد سواء.
أحد السكان يقول بمرارة:
“إحنا بنشم العفن طول اليوم ريحة الموت بتدخل البيوت، وبتخنق أطفالنا، وفي الآخر الأعلاف دي بترجع نأكلها في دواجننا يعني بنتسمم وإحنا مش عارفين!”
روائح سامة تخترق الجدران الليل تحول إلى كابوس السكان يصفون الوضع بأنه كارثي:
روائح خانقة تشبه رائحة الجيف المتحللة أطفال يعانون من كحة مستمرة وضيق تنفس ، كبار السن غير قادرين على النوم ، انتشار رهيب للذباب والحشرات ، تلوث هوائي يمتد لمسافات واسعة
ويؤكد أحد الأهالي: “إحنا بطلنا نفتح الشبابيك حتى جوة البيت الريحة ماسكة في الحيطان. بقينا عايشين في سجن من العفَن!”
قرارات غلق وتشميع ولكن المصانع تعمل وكأن شيئًا لم يكن
الملف الأخطر في القضية، كما يؤكد الأهالي، هو أن هذه المصانع سبق صدور قرارات غلق رسمية ضدها لعدم حصولها على تراخيص ولتسببها في أضرار جسيمة، إلا أن أصحابها:
أعادوا فتحها بعد التشميع ، يزاولون نشاطهم ليلًا ونهارًا
ينقلون المخلفات بسيارات غير مغطاة يعملون “عيني عينك” أمام الجميع بدون خوف .
أحد السكان يعلّق ساخرًا:
“القرارات على الورق لكن على الأرض المصانع شغالة وكأنها فوق القانون!” صحة الأهالي في خطر وتحذيرات من انتشار أمراض وبائية
خبراء البيئة والصحة العامة يؤكدون أن مخلفات الطيور النافقة تعد من أخطر مصادر: البكتيريا والفيروسات أمراض الجهاز التنفسي ، التسمم الغذائي ،أمراض جلدية وحساسية
احتمالات انتشار بؤر ميكروبية .
تلك الأنشطة تتم دون إشراف بيطري، ودون تعقيم، وفي أماكن غير مجهزة، ما يجعلها قنبلة بيولوجية ملوّثة وسط مجتمع مدني.
أهالي الصف يناشدون: التدخل الفوري… قبل أن تتحول الكارثة إلى وباء يطالب سكان عرب غمازة الكبرى بصرخة واضحة:
تنفيذ قرارات الغلق بشكل حازم وفوري ، مصادرة المعدات والماكينات المستخدمة ، وقف الشاحنات التي تنقل مخلفات نافقة داخل المناطق السكنية ، تشكيل لجان تفتيش يومية وليس حملات موسمية .
إحالة المتورطين إلى النيابة بتهمة الإضرار بصحة المواطنين
نقل هذه الأنشطة إلى مناطق صناعية مخصصة بعيدًا عن التجمعات السكنية .
ويختم أحد الأهالي صرخته: “إحنا مش طالبين رفاهية احنا طالبين نتنفس. طالبين نعيش بدون ما الريحة تقتلنا كل يوم!” التحرك ضرورة والسكوت جريمة .
ما يحدث في الصف ليس مجرد مخالفة بسيطة أو نشاط جانبي بل هو تهديد حقيقي للأمن الصحي، وتحدى واضح للقانون، وإهانة لحقوق المواطنين في العيش ببيئة نظيفة.
إن استمرار تلك المصانع بهذا الشكل يضع الجميع أمام مسؤولياتهم: المسؤول المحلي ، الرقابة البيئية ، الطب البيطري ، الأجهزة التنفيذية .
فالصمت على هذا الخطر لن يزيد الأمور إلا سوءًا، وقد تتحول الأزمة إلى كارثة صحية إذا لم يتخذ إجراء عاجل.


0 تعليقات