✍️ فاطمة فتحي غوينم
صدر مؤخرًا عن الكاتبة والإعلامية رضا الكرداوي كتابها الجديد بعنوان: "فك شفرة الفقر – نظرية الميتاكوندريا"، ضمن سلسلة مؤلفاتها حول قضايا ونظريات التنمية المستدامة.
في هذا العمل، تطرح الكرداوي رؤية ثورية من خلال ما أسمته "نظرية الميتاكوندريا" أو "نظرية رأس المال الطاقي الحيوي" (BEC)، التي تعيد تعريف القيمة والموارد، وتقدم إطارًا اقتصاديًا جديدًا يمكن أن يساهم في مواجهة الفقر وحل الأزمات الاقتصادية والبيئية العالمية.
من الخلية إلى الاقتصاد
تستوحي الكرداوي نظريتها من الميتوكوندريا، "محطة الطاقة" داخل الخلية، حيث ترى أن كل طاقة حركية أو كامنة – بشرية كانت أو حيوانية – يمكن تحويلها إلى قيمة اقتصادية، بما يفتح الباب أمام الاستفادة من الطاقات المهدرة وتحويلها إلى ثروة، بدلًا من اقتصار النشاط البشري على الاستهلاك فقط.
وتشير الكرداوي إلى أن "مقياس الميتاكوندريا" يمكن أن يصبح معيارًا لتقدم المجتمعات، من خلال مدى قدرتها على استغلال مختلف الطاقات والموارد المتاحة، حتى الوصول إلى تحويل الضوضاء ذاتها إلى طاقة قابلة للاستخدام.
محاور أساسية للنظرية
يعتمد الكتاب على مجموعة من المحاور التي تشكل ركائز هذه النظرية:
من النفايات إلى موارد: عبر نظرية الاستغلال الكامل (TWLEH) لتحويل المخلفات الزراعية والصناعية والمنزلية إلى طاقة، أو أسمدة، أو مواد خام جديدة، في إطار الاقتصاد الدائري.
تسخير التقنيات الحديثة: إبراز دور التكنولوجيا مثل التقنية الكهرضغطية (Piezoelectric) لتحويل حركة القطارات والمركبات إلى كهرباء، إضافة إلى دور الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد بكفاءة أعلى.
استثمار الطاقات البشرية: حيث تؤكد الكرداوي على ضرورة استغلال القدرات البشرية المهملة، مع التركيز على دمج ذوي الإعاقة في عملية الإنتاج لتحقيق العدالة الاجتماعية.
نحو مدن ذكية مستدامة
لا يكتفي الكتاب بالجانب النظري، بل يقدم خارطة طريق عملية لبناء مدن ذكية مستدامة، تقوم على تكامل الموارد المادية والبشرية والتكنولوجية لتحقيق أقصى درجات الكفاءة والاستدامة.
وتصف الكرداوي عملها بأنه دعوة جريئة لإعادة التفكير في كيفية بناء المستقبل، عبر تحويل التحديات إلى فرص، والهدر إلى قيمة، والإنسان من مجرد مستهلك إلى منتج فاعل داخل منظومة اقتصادية متكاملة.
0 تعليقات