البروفايل الصحفي... الغائب الحاضر إحياء شخصية عبر الكلمات لعظماء التاريخ بمركز ومدينة الصف – جيزة


✍️ فاطمة فتحي غوينم

يظل بعض الأشخاص حضورهم ممتداً رغم الغياب، وتبقى سيرتهم العطرة شاهدة على ما قدموه من خير وعطاء. ومن بين هؤلاء العظماء الذين سكنوا القلوب معلم الأجيال الذي ترك بصمة لا تنسى.
الأستاذ  الفاضل علي سيد محمد خليفة السعدي، معلم الأجيال وصاحب الوجه البشوش، الذي جمع بين الأخلاق الحميدة والاحترام، فكان محباً للجميع ومحبوباً من الجميع. 
ولد الأستاذ علي سيد السعدى في 20 أبريل 1964، من أبناء مركز ومدينة الصف – صف البلد – محافظة الجيزة. تخرج في كلية التربية – جامعة عين شمس، تخصص رياضيات. بدأ مسيرته التعليمية في مدرسة الأقواز الإعدادية عام 1989، ثم انتقل إلى مدرسة عرب الحصار الإعدادية، وبعدها إلى مدرسة الصف الثانوية الصناعية بنات.

لم يقتصر عطاؤه على التدريس فقط، بل واصل رحلة التميز حتى أصبح موجهاً للرياضيات بإدارة الصف التعليمية، ثم عمل في مديرية التربية والتعليم بمحافظة حلوان، ومنها إلى مديرية التربية والتعليم بمحافظة القاهرة، حيث ترك بصمات واضحة في كل موقع عمل به.

عرف بين زملائه وتلاميذه بالجدية والالتزام، وبأنه القدوة الحسنة التي يحتذى بها. لم يكن مجرد معلم للرياضيات، بل كان مربياً للأخلاق، وصاحب رسالة سامية آمن بها وسعى إلى نشرها.

 كان يتميز برقة قلبه ولين جانبه، فقد كان رؤوفاً عطوفاً على أسرته وأهله وتلاميذه، وكان دفئه الإنساني بلا حدود، يلمسه كل من اقترب منه. وهذا الجانب الإنساني هو ما جعله مميزاً في عائلته، إذ ظل دائماً مصدر الطمأنينة والحنان.
 كما كان هناك ترابط إنساني وروحي خاص بينه وبين أخيه الأستاذ إبراهيم، ترابط أخوي قائم على المحبة والاحترام، يعكس عمق الأصالة التي نشأ عليها أبناء هذه العائلة الكريمة.

كان أباً قبل أن يكون معلماً، وسيبقى حاضراً في قلوب من عرفوه. وكان للأستاذ علي شغف خاص بكرة القدم، فهي هوايته المفضلة التي مارسها بحب وحرص طوال حياته. وعلى المستوى الأسري، كان نعم الزوج والأب، فقد ترك خلفه ثلاثة أبناء يفتخرون بحسن سيرته وسمعته الطيبة.

وفي 17 فبراير 2017 رحل الأستاذ علي، تاركاً إرثاً إنسانياً ومهنياً عظيماً، وسيرة عطرة تذكرها الألسنة بكل خير.

رحم الله فقيدنا الغالي، وجعل مثواه الجنة، وجزى خيراً كل من يدعو له بالرحمة والمغفرة.

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا