هناك رجال لا يرحلون، حتى وإن غابت أجسادهم عن الدنيا، تبقى ذكراهم حيّة، وأفعالهم الطيبة شاهدة عليهم، وسيرتهم العطرة تتردد على الألسنة جيلاً بعد جيل.
ومن هؤلاء الرجال العظماء، نذكر اليوم بفخر واعتزاز واحدًا من أبناء صف البلد التابعة لمركز ومدينة الصف، الرجل الذي حمل على عاتقه رسالة التربية والتعليم بكل إخلاص، وجعل من حياته ساحة للعطاء بلا حدود… الأستاذ الفاضل إبراهيم سيد خليفة، وشهرته إبراهيم السعدي.
ولد في الرابع من يوليو عام ١٩٥٤، ونشأ بين أهله وناسه، محاطًا بالمحبة والاحترام. تزوّج من الأستاذة آمال محمود، المربية الفاضلة بالتربية والتعليم، والتي شاركته رحلة الحياة بالعطاء والصبر، وهما اليوم قدوة لأسرته الكريمة.
أنعم الله عليه بأبناء رفعوا اسمه عاليًا:
د. أميرة – مدرس مساعد بقسم الكيمياء العضويه بقسم الصيدلية جامعة حلوان
أمل – موظفة بوزارة العدل.
شيماء – مدرسة بالتربية والتعليم.
محمد وأحمد – يعملان في مجال البرمجة.
بدأ مشواره المهني مدرسًا بمدرسة الصف الابتدائية بنين، ثم انتقل إلى توجيه اللغة العربية، وتدرج حتى أصبح مدير المتابعة في إدارة الصف التعليمية، ثم مدير التعليم الابتدائي بمديرية حلوان، وأخيرًا مدير التعليم الابتدائي بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة، إلى أن خرج على المعاش عام ٢٠١٤.
ولم يكن مجرد إداري ناجح في منصبه، بل كان قاضيًا عرفيًا بارزًا بين عائلات الصف، يُحتكم إليه في الخلافات والمشكلات، لما عُرف عنه من عدل وحكمة وحياد، فسعى دائمًا للإصلاح ولمّ الشمل، وكان بيته مفتوحًا لكل محتاج، ولسانه لا ينطق إلا بالخير، وابتسامته لا تفارق وجهه.
رحل عنا الأستاذ إبراهيم خليفة في ١٠ أغسطس ٢٠١٤، لكن روحه بقيت بيننا، وأعماله ما زالت تتحدث عنه، لتبقى سيرته منارة للأجيال، وعنوانًا للمروءة والوفاء.
اللهم اجعل عبدك إبراهيم في عليين، وارزقه الفردوس الأعلى بغير حساب، واجعل علمه الذي نشره، وخيره الذي قدّمه، شفيعًا له يوم يلقاك، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الخطايا كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
0 تعليقات