✍️ فاطمة فتحي غوينم
يعتقد الكثيرون أن الزمن قادر على تغيير الناس، وأن مرور السنوات كفيل بأن يجعل الإنسان مختلفاً عما كان عليه. لكن الحقيقة العميقة أن الزمن لا يغير أحدا، بل يكشف كل إنسان على حقيقته.
فالطيب يظل طيبا، حتى وإن جار عليه الزمن، بل ربما يزداد نقاءً وصفاءً في المواقف الصعبة. والأناني يظل أنانيا، مهما حاول التظاهر بالعطاء، فحين تحين لحظة اختبار، يظهر وجهه الحقيقي بلا رتوش.
الزمن كالمرآة، لا يخلق صورة جديدة، لكنه يزيل الأقنعة، فيُظهر ملامح النفوس كما هي.
قد يطيل الإنسان ارتداء قناع المثالية أو الكرم أو الوفاء، لكن الأيام والمواقف كفيلة بفضح التناقضات وكشف جوهره.
كم من صديقٍ ظنناه سندا، فإذا بالزمن يبين أنه مجرد عابر سبيل.
وكم من إنسان بسيط لم نلتفت إليه، فإذا بالمواقف تُظهر أنه معدن أصيل أثمن من الذهب.
الحقيقة أن الاختبارات الصعبة والشدائد ليست لعنتنا، بل هي فرصة لإظهار حقيقتنا أمام أنفسنا قبل الآخرين.
الزمن لا يلون القلوب، لكنه يسلط الضوء على ما بداخلها: المحبة أو الكراهية، الوفاء أو الخيانة، الصدق أو الزيف.
فلنحذر إذن من أن نخدع أنفسنا بالأقنعة، فالأيام ستسقطها يوما ما.
ولنجعل من قلوبنا صافية ونياتنا صادقة، حتى إذا كشفنا الزمن، لم نخجل مما نكون، بل نفخر بأننا كنا على حقيقتنا منذ البداية.
0 تعليقات