وجع الفراق… حين يسبقنا الأحبة إلى دار الخلود

✍️ : فاطمة فتحي غوينم

وجع الفراق ليس مجرد دمعة تسقط من العين، بل فراغ يتسلل إلى القلب، وصمت ثقيل يخيم على الروح. هو ذلك الإحساس القاسي حين نبحث عن وجوهٍ اعتدنا وجودها فلا نجدها، وننادي أسماء ألفنا سماعها فلا يأتينا الرد.
ا
لموت لا يطرق الأبواب، بل يدخل فجأة، ويأخذ معه قطعة من أرواحنا ويمضي.
رحيل الأحبة إلى دار الآخرة امتحانٌ صعب، يضع الصبر على المحك، ويكشف حقيقة التعلق بالدنيا. نفقدهم فتتغير ملامح الأيام، وتصبح الذكريات رفيقا دائما؛ مرة تواسينا، ومرة تؤلمنا ، لكن وسط هذا الوجع، يظل الإيمان هو العزاء الأكبر، بأن من رحلوا لم يختفوا، بل سبقونا إلى دار أبقى، حيث لا وجع ولا فراق.
إنها الدنيا… دار ممر لا دار مقر، نعيش فيها وقتا مؤقتا مهما طال، ونظن أننا باقون، بينما الحقيقة أننا جميعا على طريق الرحيل. : اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً فكم تحمل هذه العبارة من حكمة! دعوة لأن نحسن العشرة، ونكثر من الخير، ونصلح القلوب قبل أن يأتي وقت لا ينفع فيه الندم.

ربنا يرزقنا ويرزقكم الصبر والسلوان، ويجعل قبور من فقدناهم روضة من رياض الجنة، ويجمعنا بهم في مستقر رحمته. فسلام على من رحلوا، وسكينة على قلوبٍ موجوعة، ويقين بأن دار الآخرة هي الأبقى، وأن اللقاء آت بإذن الله.

إرسال تعليق

0 تعليقات

/* حل مشكلة الغلاف على الهاتف */ .header-ads, .Header, .header-cover, .hero-section, .top-header, .header-wrapper { max-width: 100% !important; width: 100% !important; height: auto !important; overflow: hidden !important; } .header-ads img, .header-cover img, .hero-section img, .top-header img, .header-wrapper img { width: 100% !important; height: auto !important; object-fit: cover !important; }
close
ضع اعلانك هنا