في كل مكان، دايمًا تلاقي ناس هوايتهم الاساسية… نقل الكلام. مش بس نقل المعلومة، لكن نقل مشوه، ومتلون حسب المزاج.
الغريب إنهم مش بس بينقلوا الكلام… لأ، ده بيعيشوا على فكرة إن كل سر، وكل موقف، وكل كلام بين الناس… مادة خام لصناعة ضجة شخصية. كل كلمة تطلع من فم حد، أو حتى فكرة صغيرة، تتحوّل عندهم لخبر عالمي، وكأنهم الجنود اللي بيحموا الحقيقة من الضياع.
في الشغل، مثلاً، ممكن يلتقطوا كلمة عابرة عن اجتماع بسيط، ويبدأوا يضيفوا، ويزيدوا، ويغيروا النبرة… لدرجة إن أي شخص يسمع القصة بعد يومين، يصدق إن الأزمة أكبر من حجمها بعشر مرات. وهنا يظهر الإحساس بالسيطرة عندهم: “لو مش أنا اللي هحرك الخبر ده، مين هيعملها؟”.
المضحك إن هوايتهم دي مش دايمًا نتيجة كره للآخرين… أحيانًا مجرد فراغ داخلي أو شعور بالنقص. بيلاقوا متعة في إحساسهم إنهم “مؤثرين”، حتى لو التأثير سلبي، وحتى لو سببوا صداع للناس حواليهم.
مع الوقت، تلاحظ إن الأشخاص دول غالبًا ما يكونوا غير راضين عن حياتهم الحقيقية، لكنهم يملأون فراغهم بهوايات صغيرة زي دي. كل كلمة بينقلوها، كل حادثة يكبروا فيها، وكل نظرية “أنا الوحيد اللي فهمت الحقيقة”، هي جزء من محاولة لملء شعورهم بالوجود.
التعامل معاهم؟ سهل وبسيط: استمع، بس لا تندمج. لاحظ، بس لا تتأثر. اعرف حجمهم، وما تديهمش أكبر من حقيقتهم. لأن اللئيم اللي بيعشق نقل الكلام… ممكن يحوّل أي شيء عادي لمشكلة كاملة لمجرد أنه عايز يثبت وجوده.
وتفتكر دايمًا:
سلوكك هو مرايتك… والمرايا لا تجامل حد.


0 تعليقات