هكذا الطيور تسعى كل يوم في طلب الرزق، بدون خوف، وبدون قلق.
رغم أنها تتعرض لمخاطر الطيور الجارحة وخطر الصيادين،
ورغم ذلك لا يمكن أن تراها يومًا تحمل في فمها كيسًا من القمح لتدخر قوت يوم آخر، لتتفادى شقاء أيام أخرى، كما يفكر الإنسان دومًا، خاصة حين تشدد الحياة والأزمات المادية التي تلاحقه.
فالإنسان يسعى على رزقه وهو يفكر طول الوقت كيف يدخر للغد، ولأبعد من الغد، بل يشقى ليُدخر لسنوات كثيرة مقبلة، مما يحرمُه من التمهل في مشوار حياته والاستمتاع بها.
ولا يكتفي برزق يومه، كلا، لا يكتفي، بل يسعى في دوامة لا تنتهي، مع أنه إذا أحسن الظن وأحسن التوكل على الله، يرزقه الله كما يرزق الطير.
ولعل الإنسان قد يتعلم من الطيور في كل شيء: في السعي على الرزق باكرًا، في همه ونشاطه، وحسن ظنه بالله.
فيا ليت كل منا يسعى بقناعة ومن غير طمع، ونقضي بحديث الرسول ﷺ:
“من بات آمنًا في سربه، معافًا في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بما فيها”
صدق رسول الله ﷺ في وصفه الصادق البديع للأمان والعافية، من غير أن يكون فيهما ادخار وشقاء لأيام كثيرة ومقبلة في إعداد الرزق.
ليكن الهدف دائمًا هو السعي والقناعة، فهذا حقًا ما يخفف عنا شقاء وعناء التفكير المستمر في ما سيأتي، رغم أنه أولًا وأخيرًا بيد الله.
وكم نكون سعداء حين نحيا حياتنا كما الطيور


0 تعليقات