لا تبيع من اشتراك… مهما كان الثمن!

✍️ فاطمة فتحي غوينم 

في زمن تتغير فيه الوجوه سريعا، وتذوب فيه العلاقات تحت ضغط المصالح، يبقى هناك مبدأ إنساني راسخ لا يسقط بالتقادم: “لا تبيع اللي اشتروك مهما كان الثمن.”

هذه ليست مجرد حكمة عابرة، بل وصية أخلاقية تعيد الإنسان إلى جذوره، وتذكره بأن الأوفياء عملة نادرة لا يجوز التفريط فيها، وأن العِشرة الحقيقية ليست مرحلة تنهيها الظروف، بل رابط يصونه الكبار مهما تغيّرت الأيام.

لقد علّمنا رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم ،أسمى معاني الوفاء، فلم يكن ينسى خيرا ولا معروفاً .
كان يكرم أصدقائه حتى بعد رحيلهم، ويصل أهل خديجة رضي الله عنها ويقول: إني كنت أحبها، فيعطي الوفاء معنى أبعد من الكلام… معنى يظل حيا حتى بعد الفراق.

وفي مجتمع باتت العلاقات فيه سريعة الاشتعال وسريعة الانطفاء، يصبح التمسك بالوفاء بطولة حقيقية.

فالذين كانوا بجانبك يوما، الذين عرفوا ضعفك وقوتك، الذين وقفوا معك حين احتاجك قلبك… هؤلاء لا يباعون.

هؤلاء لا يستبدلون بثمن، ولا تقاس قيمتهم بظرف عابر أو خلاف مؤقت.
العشرة ليست مجاملة… العِشرة تاريخ وكل تاريخ يستحق الحفظ لا التنازل فالذي يبيع بسهولة، لم يعرف يوما معنى أن تكون إنسانا أصيلًا.
أما الذي يحافظ على الوجوه التي أحبته بصدق، فهو الذي يحمل في قلبه بصمة نبينا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام حين قال: "خيركم خيركم لأهله"… والوفاء من أعظم الخير.
لا تتخلّ عن من وقف معك لا تنكر جميل من دعمك.
لا تجرح قلبا آمن بك يوما.
فقد يكون هذا الشخص هو النعمة التي تحاسَب على فقدها يوما وفي زمن يتغير فيه كل شيء… يبقى شيئان ثابتان:
قدر الله… وقلوب من أحبوك بلا مصلحة.
فاحفظهم، واصن عِشرتهم، ولا تجعل الدنيا تعلّمك أن الخسارة مقبولة.
فأحيانا… الخسارة الحقيقية هي خسارة أهل الوفاء

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا