قوامة الرجل على المرأة ليست مطلقة

بقلم : دكتور محمد البحيري

قوامة الرجل على المرأة ليست مطلقة بل هي في حدود تسيير الأسرة على شرع الله، وهي ثابتة لأن الله فضل الرجال على النساء بقوة البدن والعقل والخبرة في الحياة وبأن الرجل مسؤول عن الإنفاق اليومي من ماله وعلى قدر طاقته، وبأنه قدم لها مهرا وقام بكل واجباته المالية، فإن قصر الرجل في شيئ من ذلك فإنه يسأل عن تقصيره هذا ديانة وقضاءً ،وعلى أن الرجل مطالب بحسن معاشرة المرأة واحترامها، وعدم التعدي عليها أوضربها بدون سبب معقول، على أن يكون هذا الضرب للتهويش والتخويف فقط ،حتى أن بعض الفقهاء قال إنه بالسواك أوالمنديل. وبعضهم فسر الضرب بالهجران والمقاطعة أي بمعنى الإضراب عنها، فإن ثبت تعدّيه بالضرب والشتم والسب والتهوين وإهانة الأنوثة بدون مبرر أوبمبرر وخروجا عن المألوف، فإن ذلك كله يجعل الرجل ناشزا ويعرضه للتأديب بل وقد يصل الأمر للتفريق دون الإضرار بحقوق المرأة..ولكن تأديب الرجل لايكون إلا من حق القاضي أو ولي الأمر..فليس للمرأة أن تقوم بالتأديب للرجل بنفسها أو بغيرها، وذلك لعدم اختلال نظام الأسرة والحياة..بل تلجأ للقاضي والذي يستمع إليها ويسأل شهودها من جيرانها أو أهله فإن ثبت إضراره بها وَعَظه، وإن لم ينته عزّره وأدبه وألزمه بإتمام ما قصر فيه، والامتناع عما تجاوز فيه ،هكذا قضى فقهاء المذاهب على اختلاف ألفاظهم ويقضي الكاساني من فقهاء الحنفية في بدائعه وكثير من الحنابلة والشافعية والمالكية، أن القاضي لو اقتنع بصلاح الجيران سألهم فإن أفادوا بضرْبه وشتْمه لها وتقصيره في النفقة حكم عليه بالتأديب والأداء ..وإن ثبت عدم صلاح الجيران أمر بتغيير مسكنها بجوار رفْقة مأمونة وجيران صالحين يأمرون الزوج بالمعروف ويكونون شهودا عليه ليسوغ للقاضي الحكم عليه بمايتناسب وتقصيره فإن التزم وإلا فرق بينهما بالطلاق مع أخذ كافة حقوقها مع العلم أن المحكمين الشرعيين لو لجأت إليهم المرأة ووافق الزوج فلهم الحكم بكل ذلك ويلتزم الزوج به.. والله أعلم . 

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا