الصحفي أشرف عبده الكارم يكتب.. الفرق بين الغيبة والبهتان الغيبة أن تقول في أخيك المسلم ما يكرهه


الفرق بين الغيبة والبهتان الغيبة أن تقول في أخيك المسلم ما يكرهه من الصفات الموجودة فيه حال غيابه، سواء أكان ذلك في نفسه أو بدنه أو لباسه أو أي شيء يتعلق به، والبهتان كذلك، لكن الصفات التي ذكرتها فيه لا يتصف بها، كأن يكون صحيحاً وتصفه بالأعرج، أو أن يكون كريماً  وتصفه بالبخيل، أو أن يكون ذكياً وتصفه بالغباء، وغيرها من الصفات، والبهتان أعظم عند الله من الغيبة؛ وذلك لأنه كذب وافتراء بالباطل.

 ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم، الفرق بين الغيبة والبهتان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، قال: (أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته).

 ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه اللَّه ردغة الخبال حتى يخرج مما قالَ)، والمراد: أن الله يعذبه بعصارة أهل النار وصديدهم، حتى يتوب ويستحل ممن قال فيه ذلك.


الفرق بين الغيبة والنميمة الغيبة هي أن تقول في أخيك المسلم ما يكرهه من الصفات الموجودة فيه حال غيابه، كأن تصفه بالبخل أو الغباء أو القِصَر، وغيرها من الصفات التي يكره أن تذكره بها، وقد عرفها النبي صلى الله عليه وسلم- فقال لأصحابه: (أَتَدْرُونَ ما الغِيبَةُ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ قيلَ أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ).

أمَّا النميمة: فهي نقل الكلام بين الناس؛ بقصد الإفساد بينهم، والنَّميمة أشد خطرًا من الغيبة؛ وذلك لأن النَّميمة توقع بين الناس العداوة والبغضاء، وتقطع الأرحام، وتزرع الحقد في النفوس، وتعكر صفو المجتمعات.

أسباب الوقوع في الغيبة إن للغيبة أسبابًا وبواعثَ كثيرة، ومن أبرزها ما يأتي:

غيظ المغتاب والسعي للانتصار لنفسه، فيشفي غيظه بذكر مساوئ من يغتابه، الضعف الإيماني لدى المغتاب، وقلة ورعه، وعدم تنبهه لعظمة من يعصي، الجهل بالحكم الشرعي للغيبة، وما يترتب عليها من عواقب وأضرار، نشأة الفرد في بيئة سيئة، بعيدة عن الأخلاق والتعاليم الإسلامية الصحيحة، الصحبة السيئة، فقد يجتمع الأصحاب لغيبة ونميمة وبهتان، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (الرجلُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم من يُخالِلُ).

السعي وراء رفعة النفس، فيذكر غيره في غيابه لينقص منه، سوء الظن في الآخرين، مما يؤدي إلى الغيبة في النفس، ثم باللسان، التسلية وإضاعة وقت الفراغ، فيشتغل بذكر عيوب الناس. الحقد والحسد، اللذان يدفعان الإنسان لذكر مساوئ من يغتابه، التقرب لدى المسؤولين، أو أصحاب الأعمال، وذلك بذمِّ العاملين معه؛ ليرتقي لمنصب أفضل.


إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا