منذ عام 1960، من وقت كتابة تلك المسرحية لتوفيق الحكيم، ورغم مرور أكثر من 68 عامًا، لكنها تعبر بشدة عن صراعات السلطة والتحايل على القانون والدستور، وإخضاع تلك القوانين والتشريعات لتحقيق أهداف ومطامع الحاكم والسلطان عبر كل الأزمان، وإن اختلفت الدول والشعوب أو اختلفت أسماء وشخصيات الحكام.
لكن الفكرة تعبر بوضوح عن نقاط الضعف عند الحاكم، وكيف يتخلص منها أمام شعبه، وكيف يفرض نفسه وسلطته.
فتدور الأحداث حول سلطان من المماليك كان محبوبًا من شعبه، ولكنه تعرض للاختبار الصعب بين أن ينهي حياة كل من يقول عنه إنه عبد جاء من سوق العبيد ويفضي عليه بالسيف، أو أن يخضع للقانون ويُعرض للبيع ثم يتم عتقه من العبودية ليصبح ملكًا شرعيًّا.
وفى تلك اللحظة الصعبة، وبين اختيار أصعب: بين “أن يكون أو لا يكون”، وبين المحك الحقيقي الذي يظهر مدى الضمير عند السلطان أو الحاكم ليثبت وقتها أنه منصف ويقيم العدل ولو على نفسه، اختار السلطان تطبيق القانون بمشورة المقربين له، وأصبح عبدًا وتم بيعه بالفعل… وتتوالى الأحداث بمواقف عبثية وفلسفية بين الحين والآخر.
وهنا يتحقق الهدف الأساسي والرئيسي في القصة: اختيار السلطان لتطبيق القانون.
وهنا نتساءل ونحن في القرن الحادي والعشرين، ومع اختلاف طرق العبودية في هذا العصر… فهناك حاكم عبيد للشهرة، والآخر عبيد للمال، وهناك عبيد للسلطة نفسها وللكرسي، وهناك عبيد للمطامع والصفقات المشبوهة التي تضيع خلالها ثروات البلاد ومقدرات الشعوب.
ونتساءل بلسان كل الشعوب:
إلى متى هذا القهر؟
وإلى متى يظل هؤلاء يحكمون بالسيف ولا يطبقون القانون؟
وإلى متى تظل تدفع الشعوب والأجيال القادمة ضريبة شهوة السلطان وثمن تحريره من العبودية؟


0 تعليقات