✍️ : فاطمة فتحي غوينم
في خضم الضغوط اليومية التي يواجهها المواطنون، تتباين أشكال المعاناة وتتخفى خلفها ملامح صامتة لا تعكس ما يحمله أصحابها من أوجاع. فهناك من يخوض معركة قاسية مع المرض، يواجه آلامه بصبر وإيمان، راجيا من الله شفاءً يقوي جسده ويعيد إليه طاقته.
وعلى جانب آخر، يقف من أثقلته الظروف وضاقت عليه سبل الحياة، ينتظر بصبر نافد ، وعيون متعلقة بالسماء فرجا يبدد الضيق ويفتح أبواب الرزق من حيث لا يحتسب.
كما يظهر بين الناس من يرسم ابتسامة مطمئنة تخفي خلفها كسورا داخلية، يساند من حوله رغم حاجته الملحة لمن يسانده. وفي مشهد مشابه، يبذل آخرون جهدا في التخفيف على غيرهم، بينما هم أنفسهم في أمس الحاجة إلى كلمة دعم أو لمسة طمأنينة.
وفي مواجهة الحياة، يقف البعض وحيدين في مهب الظروف، يصارعون التحديات بصمت، دون أن يبوحوا بما يختلج في صدورهم من مشاعر أو آلام.
ورغم اختلاف الظروف، يظل القاسم المشترك بينهم جميعا هو الصبر ،الصبر على ما لا يحكى، وما لا يرى، وما لا يصل إلى أسماع الآخرين.
ومع كل تلك المشاهد الإنسانية المتعددة، تبقى الحقيقة راسخة:
أن لكل إنسان حكاية لا تروى كاملة، ووجع لا يظهر للعيان، ورب عالم بالخفايا والأسرار، لا تغيب عنه دمعة محبوسة ولا دعوة خرجت من قلب موجوع.
ويؤكد مختصون في الشأن المجتمعي أن الشعور بالضيق أو الانكسار ليس نهاية الطريق، وأن الفرج قد يأتي في التوقيت الذي قد يظهر متأخرا في نظر البشر، لكنه يأتي تماما حين يأذن الله.
وفي النهاية، يظل الأمل حاضراً…
فمع كل ألم فرج مكتوب، ومع كل ضيق فتح قريب، ومع كل صبر لحظة انفراج تنتظر الإذن الإلهي لتغير مسار الحياة.
وهكذا تظل القلوب معلقة برب لا ينسى أحدا .


0 تعليقات