«حسبي الله ونعم الوكيل… كلمة تخرج من قلب أنهكه الألم»

✍️ : فاطمة فتحي غوينم 

هناك لحظات في حياة الإنسان لا يستطيع فيها أن يشرح ما بداخله، ولا يجد لغة تكفي لوصف ما تعرض له.
 لحظات يختلط فيها الظلم بالدهشة، ويصبح الجرح أكبر من الكلام. عندها فقط تخرج كلمة واحدة، ثقيلة بمعناها، خفيفة على اللسان: «حسبي الله ونعم الوكيل».

هذه العبارة ليست غضباً، وليست ضعفاً، وليست انسحاباً من مواجهة الحياة، بل هي قوة مستترة لا يعرفها إلا من جرب مرارة الألم.
هي صوت القلب حين يعجز العقل عن الفهم، وصوت الروح حين تتعب من الصبر، وصوت المظلوم حين يدرك أن إنصاف البشر محدود ، لكن إنصاف الله لا حدود له.

في المواقف التي ينطفئ فيها الضوء من حولك، وتتشابه الوجوه، وتتبدل المواقف، تأتي هذه الجملة لتعيد ترتيب الفوضى داخلك.
هي يقين بأن العدل الحقيقي لا يستعجل، وأن الله يرى ما وراء العيون، وما تخفيه النفوس، وما يقال وما لا يقال.
يقولها الإنسان حين يشعر أن الحمل فاق طاقته، فيضع ضعفه بين يدي الله، ويستنجد بقوته سبحانه.
ويقولها حين يتعرض لطعنة لم يتوقعها، أو خذلان لم يكن يحسب له حساباً، فيدرك أن البشر قد يخطئون، لكن الله لا يخذل أحداً يأتيه بقلب مكسور.

«حسبي الله ونعم الوكيل» ليست نهاية، بل بداية جديدة فيها طمأنينة وراحة، هي إعلان صامت بأنك تسلم الأمر لمن لا يظلم عنده أحد، وتوكل الخلق للخالق، وتترك الحساب لمن يعلم السر وأخفى.

وفي النهاية، تبقى هذه الكلمة ملاذ كل إنسان مر بتجربة وجعٍ حقيقي، وتذكيراً دائماً بأن الإنصاف لا يطلب من الناس، بل من رب الناس.
وحين يكون الله هو الوكيل، فالبال يهدأ، والقلب يطمئن، والحق يأتي ولو بعد حين.
فنقولها : حسبنا الله ونعم الوكيل

إرسال تعليق

0 تعليقات

/* حل مشكلة الغلاف على الهاتف */ .header-ads, .Header, .header-cover, .hero-section, .top-header, .header-wrapper { max-width: 100% !important; width: 100% !important; height: auto !important; overflow: hidden !important; } .header-ads img, .header-cover img, .hero-section img, .top-header img, .header-wrapper img { width: 100% !important; height: auto !important; object-fit: cover !important; }
close
ضع اعلانك هنا