مشاعر وطنية: أعد التفكير قبل الاختيار

✍️  فاطمة فتحي غوينم 

في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتعدد فيه الخيارات، أصبح اتخاذ القرار الصحيح تحدياً حقيقيا يحتاج إلى وعيٍ وبصيرة. فكل خطوة في الحياة مهما بدت بسيطة تبنى على اختيار، وكل اختيار يرسم ملامح المستقبل. لذلك كان من الضروري أن نتأنى، وأن نعيد التفكير قبل أن نختار.

كثيرا ما يقود التسرع إلى نتائج غير محمودة، سواء في العلاقات أو العمل أو المواقف اليومية. إن التروي في اتخاذ القرار لا يعني التردد، بل هو دليل على النضج والحكمة. فالعقل الواعي لا يتخذ قراراته بدافع الانفعال أو العاطفة، وإنما بعد دراسة متأنية للواقع وتقدير للعواقب.

الاختيار السليم يحتاج إلى رؤية واضحة، وإلى فهمٍ عميق لما نريد أن نصل إليه. فالإنسان الواعي لا ينخدع بالمظاهر، ولا ينجرف وراء العجلة، بل يسأل نفسه دائما: هل هذا القرار يخدم هدفي؟ هل يتفق مع قيمي؟ هل نتائجه ستكون إيجابية على المدى البعيد؟

في عالم يمتلئ بالضغوط والمغريات، أصبحت مهارة التفكير قبل الاختيار ضرورة وليست رفاهية. فكم من فرصة بدت مغرية في ظاهرها، لكنها حملت في طياتها خيبة أو خسارة. وكم من قرار تم اتخاذه بتأن، فكان سبباً في نجاح طويل الأمد.

إن إعادة التفكير قبل الاختيار تعني احترام الذات، واحترام تبعات القرار. فالعاقل من يتعلم أن كل خطوة تحتاج إلى بصيرة، وأن التأني لا يقلل من سرعة الوصول، بل يضمن سلامة الطريق.

وفي النهاية، تبقى الحكمة الخالدة:
تأن في قرارك، فالتفكير المسبق يمنحك عمرا بلا ندم، وخطوات تسير على أرضٍ ثابتة.

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا