فاطمة عمر تكتب ... كابتن هيما

في ساعة عصاري كنت قد أنهيت عملي في ماسبيرو، وأثناء سيري في شارع سوق الغلال -الذي كان- متجهة إلى مطلع كوبري أكتوبر كي استقل الميكروباص إلى ميدان الجيزة، ومنه إلى آخر لأصل مكان سكني.. وجدت رجلًا أربعينيًا مظهره يوحي بأن هموم الحياة بسخفها وثقلها قد أصابت عقله في مقتل.. يضرب كفًا بكف ويقول بصوت عالٍ إيه إللي جاب ده لده، ثم يكررها وكأنه لا يعرف غيرها.
وبعد مرور سنوات تذكرت هذا الموقف، ولأننا أصبحنا نعيش في عنبر العقلاء -لاااء لاااء نمرة 25- وجدتني أردد كلام الرجل، إيه اللي جاب ده لده، عندما قرأت تصريح كابتن هيما وهو يقول مش مهم ناكل ولا نشرب المهم كأس العالم.. 

الحقيقة كل ما أقلقني في كلام الكابتن هي تلك النون في أول الأفعال، لأنني لا أعرف من يقصد بالجمع؟ هل هو يتحدث عن نفسه واستخدم الجمع للتفخيم أم عن لاعبي المنتخب أم يتحدث عنا نحن؟! فإذا كانت الثالثة فأنا مش معاهم يا أبو كف، أصل حضرتك أنا باكل بالعافية، يعني مفيش نوها في نيها.
طب معلش سؤال يا أبو الكباتن مينفعش الاتنين؟! أم إنه لازم ولابد نموت من الجوع والعطش من أجل الذهاب إلى كأس العالم؟! طب حضرتك هنروح كده على لحم بطننا؟! هنهبّط يا كابتن ثم إننا ذهبنا إلى كأس العالم قبلًا عدة مرات واكلين شاربين وتمام التمام، ولم نصل إلى النهائي بل خرجنا من الأدوار الأولى ما بالك لو جوعنا؟!
 وما رأي حضرتك في إن اليابان والصين وأمريكا ذات نفسيها وغيرها من الدول الأقوى اقتصادًا في العالم لم نسمع من أي شخص هناك أنه طالب بالموت جوعًا وعطشًا وأيًا كان منصبه لا من أجل كأس العالم ولا حتى كأس عصير برتقال.
طب هل تسمح لي باقتراح حضرتك وبما إن حضرتك قولت الأمور المادية مش مهمة عندكم خالص، ما رأي حضرتك أن تتنازل عن راتب حضرتك وتباشر عمل حضرتك في المنتخب مجانًا، وتذاكر الطيران وحساب الفندق وكل لوازم السفر تكون على حساب حضرتك -وعلى رأي أحمد عز في الرهينة إيه كمية حضرتك دي كلها-
وخد عندك اقتراح آخر وكما قال أبو النجوم الفاجومي إحنا سيبونا نموت باللحمة وأنتوا تعيشوا وتاكلوا الفول، يعني إحنا ناكل ونشرب عادي وهنشجع منتخب بلدنا ونقف بجانبه بمنتهى الصدق والحب كما نفعل وسنفعل دائمًا وحضرتك بلاش تاكل ولا تشرب.

يا إخوانا مش كده جننتونا. وعلى رأي الرجل الأربعيني إيه اللي جاب ده لده.. إن الوصول لكأس العالم لن يكون بالجوع والعطش.. وحب مصر لا يكون أبدًا بالكلام والتصريحات وكما قال عمنا سيد حجاب، ونهري مصر حبًا بالأغاني فتملؤنا أغانينا اغترابا.

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا