فاطمة فتحي غوينم تكتب : الناس اللي فقدت إنسانيتها...


في نوع من البشر، مهما حاولت تفهمه، مش هتعرف توصله الفكره ، الناس دى فقدت إنسانيتها، وكأنها خلعت قلبها من سنين ولبست وش من حجر. ناس مفيش جواها إحساس، ولا عندها قيم توقفها، ولا عندها حد غالي تحافظ عليه.

الناس دي مش شرط تكون غريبة… أحيانًا بيكونوا قريبين، وسطنا، بنتعامل معاهم كل يوم، نضحك في وشهم، ونسند عليهم لحظة تعب… لكن في أول اختبار، تلاقيهم باعوك بأبخس الأثمان. لا كرامة تمنعهم، ولا وفاء يردعهم، ولا حتى خجل يوقفهم قدام ضميرهم.

دول الناس اللي عندهم كل حاجة ممكن تتباع…
الصدق؟ بيتباع ، الأمانة؟ بتتوزن بميزان مصلحة.
الوعود؟ مجرد كلام بيتقال علشان ياخدوا اللي هما عايزينه.
وحتى القرب؟ محسوب بعدد مرات الاستفادة.

ناس عايشة بمنطق "أنا وبس"، لو الدنيا اتقلبت حوالين حد، مش فارقة، المهم يكونوا هما واقفين على رجليهم. ولو وقعت، مش هيمدوا إيدهم يشدوك… هيسيبوا رجلك تتكسر أكتر، ويمكن يفرحوا. لأنه من جواهم فاضي... مايعرفوش يعني إيه وجع حد، مايعرفوش يعني إيه العِشرة ليها حرمة، أو إن فيه حاجات ماتتعملش حتى لو الفرصة كانت مغرية.

غالبًا الناس دي بتكسب جولات… تكسب بالكلام، بالحيلة، بالنفاق، بالبُعد عن الأخلاق. يبانوا ناجحين، ويبانوا واقفين.
بس الحقيقة؟ إن كل ده مجرد مشهد مؤقت.
لأن الحياة دايمًا بتدور، واللي باع مرة، هيتباع ألف مرة.
واللي ماعرفش يحافظ على اللي حواليه، هييجي يوم يلاقي نفسه لوحده، محاصر بوحدته، مغلوب بذكرياته، مكسور من جوه من غير حتى ما حد يلمسه.

هييجي اليوم اللي يقفوا فيه قدام موقف مايقدروش يهربوا منه…
موقف يقسمهم نصين…
يفكّرهم بكل لحظة ظلموا فيها حد، وبكل موقف خذلوا فيه إنسان حقيقي كان بيحبهم بصدق.

لما يقعوا، مش هيلقوا حد يسندهم، مش لأن الناس قاسية، لكن لأنهم زرعوا الغدر وحصدوا بعده الخيبة.
ساعتها بس، هيعرفوا قيمة اللي خسروه، بس بعد فوات الأوان.
                   خلاصة الكلام ... ؟
احنا مانقدرش نغير الناس، لكن نقدر نختار نبعد عن اللي فقد إنسانيته.
نحافظ على نفسنا، ومانتحولش لنسخة تانية منهم.
نفضل أوفياء، حتى لو اتخذلنا.
نفضل أصحاب كرامة، حتى لو الدُنيا أغرتنا.
نعيش بنُبل، ونمشي بضمير، لأن اللي عنده قلب حقيقي... عمره ما يخسر.


إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا