شقيقاها نصحاها بعد العودة من الخارج بعدم الزواج من العريس الذي تقدم لها. قال لها الأول إنه سأل عنه، والمعلومات عنه كلها سلبية. وقال لها الثاني إن كل من استأمنهم للسؤال عنه ذهبوا ولم يعودوا! كلاهما قال لها إنه يطمع في ثروتها التي عادت بها من الخارج، وتلك التي ورثتها من أبويها بين أموال سائلة وأخرى عقارات وأراضٍ!
كانت الطيبة الزائدة -التي نسميها اختصارًا السذاجة، أو أنها على نياتها- والثقة في الناس عنوانها الرئيس. كل من يقول شيئًا تصدقه، وإذا سألها أحد: كيف تصدقين ذلك؟ ترد ببراءة مدهشة تشكّل مع جمالها الملفت خليطًا عجيبًا يندر وجوده هذه الأيام، فتقول: لم يظهر لي عكس ذلك، فلماذا لا أصدق؟
تزوجته إذن.. حذرها من إخوتها. لم تستجب لكلامه، لكنها، إرضاءً له، وأملًا في وقف تأنيبه لها، حررت له توكيلًا عامًا للتصرف في أموالها.. علم إخوتها بما جرى، فتحايلا عليها ليحصلا على توقيعها إنقاذًا لثروتها وخوفًا عليها وقالا: نحن أولي من اللص المخادع زوجك!
الآن.. ونحن نقفز بالأحداث (فالتفاصيل كثيرة ومرعبة، لكن النتائج أكثر رعبًا وألمًا).. نقول: الآن، وقد تركها قبل سنوات وابنها في بطنها، سار إخوتها إلى نهاية الشوط، ووضعا أيديهما على أملاكها، أو ما تبقّى منها، أو للدقة: ما لحقاه منها!
الآن.. الابن يسأل عن أبيه. رآه مرة واحدة تسببت في فزعه، حتى بات يذهب إلى المدرسة بحذر وخوف. تُقيم في سكن بأقل من ألفي جنيه في الشهر، ولنا أن نتخيل مستواه.. صديقة طفولة تساعدها كل حين، وعلى اتصال بجيرانها وبأهل الخير، وبإمام المسجد القريب.. يوفرون لها جميعًا ما يسترها وابنها شهريًا.. لكنها ملت ذلك وكرهته.
تبحث عن عمل مناسب.. كلما ذهبت إلى مكان، تجد ذئابًا مفترسة ينهشونها بعيونهم، فتدرك المقدمات وتهرب ولا تعود..
بمصرف من المصارف - من خلال أحد أولاد الحلال - وفّر لها عملًا في بوفيه الفرع. وافقت، وهي ابنة العز والثروة، لكن إجراءات بيروقراطية حالت، في اللحظة الأخيرة، دون تسلمها لعملها!
الآن.. تستغيث بأهل الخير، عسى أن يستجيب أحدهم ويوفر لها فرصة دخل حلال ثابت دائم، مناسب لظروف تعليم ابنها وفقط.. وتستغيث بالسيدة وزيرة التضامن، فهي وإن كانت مطلقة أو مهجورة، تستحق تمامًا تكافل وكرامة.. وتستغيث بالمجلس القومي للمرأة لإنقاذها من أبِ ابنها الذي يهددها بخطفه كل حين.
أما ثروتها، فقد استعوضت الله فيها، ما لم يتقدم أحد المحامين ليستردها لها وأتعابه مما يُسترد.. إن استرد! أما عمرها، فقد استعوضت الله فيه أيضًا.. أما ابنها، فلا تريد شيئًا من الدنيا إلا إكمال تعليمه، وقد تدهورت شئونها، وتدحرجت به من المدارس الخاصة في سنوات التعليم الأولى، إلى التعليم العام، حتى تستجمع اليوم مصروفاته بجهد جهيد.. وربما وفّر لها تكافل وكرامة تأمين إكمال ابنها لتعليمه!
التفاصيل الكاملة لصاحبة المأساة وسبل التواصل لدينا، لمن يهمه الأمر.
0 تعليقات