على هاشم يكتب ... القيمة الحقيقية!

كل إنسان يحمل بداخله شخصية فريدة متميزة وهو الذي يحدد قيمته في محيطه، ليس بما يرتديه من ملابس  أو ما يقتنيه من سيارة أو بما يدخره أو يملكه من حساب في البنك، وإنما بأسلوبه وعطائه واحترامه لنفسه وللآخرين.. أما القيمة الحقيقية للإنسان فتتحدد وفقا لما يحسنه في الحياة، الروح الإنسانية وحدها هي مقياس التفاضل بين البشر، قانون التفاضل هنا هو البقاء للأفضل وليس الاقوى.

واسأل نفسك: أي الناس أحب إلى قلبك، البشوش المساند، أم العبوس المتخلي، أيهما يلمس روحك، دافئ القلب أم متبلد المشاعر.. الكريم الخلوق أم البخيل المتشاحن؟!
لاشك أن الروح تألف من يلاطفها، ويتبسط معها، ويخفف عنها ويهون عليها متاعب الدنيا.. الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.. هذا هو الحل السحري لمشاكل الإنسانية.. هذا هو هدي الرسول وسيرة الأنبياء، فما عرف عنهم ألا اللين والتيسير.. هذا هو قانون القبول ودخول القلوب.. 

هكذا علمنا رسول الله بقوله: (أقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون).. هذا هو معيار القرب من النبي الكريم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

أما القانون الثاني لإصلاح القلوب فهو بشاشة الوجه ولين الطبع، ولا غرابة أن تنجذب القلوب لمخموم القلب الذي يلقاك بابتسامة ويغادرك بابتسامة وبينهما تظل القلوب معلقة به، مشتاقة إليه، مرتاحة لمؤانسته والجلوس إليه، والحديث معه.
 
أحب الناس إلى الله من يضع له القبول عند الناس، فحب الناس من علامات حب الله للعبد، فإن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل.. يا جبريل إنى أحب فلانا فأحبه، فينادي جبريل في السماء الأولى؛ يا أهل الأرض إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل الأرض، ويوضع له القبول.

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا