الوعي الوقائي والإنذار المبكر لظهور فيروس سارس-كوف-2

 بقلم د. رشا ربيع الجزار ... سفيرة المناخ وعضو لجنة المناخ التطوعى

الوعي الوقائي : هو إدراك الفرد القائم على المعرفة والإحساس بأبعاد التربية الوقائية وقضاياها الرئيسية والفرعية، ويتضمن الوعي ثلاثة محاور رئيسية هي: 
المحور الأول : (جانب معرفي) : يتمثل في التثقيف الوقائي للأفراد و الوقاية من حدوث الأوبئة الصحية والتدخل السريع حين حدوثها لمنع انتشارها والتقليل من اضرارها.
المحور الثانى : (جانب وجداني) 
يتمثل في الاتجاهات الوقائية للأفراد و الحفاظ على جودة الحياة للأشخاص الأصحاء والمرضى.
المحور الثالث : (جانب مهاري) 
يتمثل في تحسين الصحة العامة للمجتمعات البشرية.
يعتمد الوعي الوقائي على مبدأ أساسي هو: 
"أن التعلم يقود إلى الوعي، وهذا الوعي بدوره سيعدل من اتجاهات الأفراد نحو المجتمع، وبالتالي سلوكياتهم، وإكسابهم القدرة على اتخاذ قرارات إيجابية تجاه بعض المشكلات التي تواجههم . 
وتعد الوقاية خيرا من العلاج، فمع ظهور مرض (كوفيد-19) المُكتشف مؤخراً الذي يسببه فيروس كورونا، والذي تحوّل إلى جائحة تنتشر في العديد من بلدان العالم، ثَبتَ للعالم أجمع أن أفضل علاج للمرض هو محاولة الوقاية منه قبل الإصابة به، خاصة وأنه لا يوجد علاج فعال لهذا المرض حتى الوقت الراهن، ولا سبيل إلا الوقاية؛ وذلك من خلال وسائل التحصين والمناعة المختلفة، فالوقاية تعتبر من محطات الإنذار المبكر التي من شأنها شد الانتباه، والأخذ بكل أسباب الحذر لضمان السلامة في الحياة. 

ويهدف الوعي الوقائى إلى المحافظة على الحياة الوقائية، من خلال تقديم المعلومات، والمهارات، وإكسابهم الاتجاهات الإيجابية، من أجل المحافظة على الحالة الوقائية للفرد، والمجتمع، بالإضافة إلى أنه يهدف إلى توعية التلاميذ بالسلوكيات الخاطئة ومحاولة الابتعاد عنها.

حيث أن فيروس كورونا 2 المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة (Severe acute respiratory syndrome coronavirus 2)‏ ويُعرف اختصارًا سارس-كوف-2 (SARS-CoV-2)‏ كما يعرف باسم سارس كوف 2 (SARS-CoV-2)‏، هو فيروس كورونا ذو حمضٍ نووي ريبوزي مفرد الخيط، إيجابي الاتجاه. الفيروس معدٍ بين البشر وهو مسببٌ مرض فيروس كورونا. 

وتضمنت الأعراض الموثقة حدوث حمى في 90% من الحالات، وضعفٍ عام وسعالٍ جاف في 80%، وضيقٍ في النفس في 20%، مع ضائقة تنفسية في 15%. أظهرت الأشعة السينية علاماتٍ طبية في كلتا الرئتين. 
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإنهُ قد يكون هناك انتقالٌ محدودٌ للفيروس من إنسانٍ لآخر لهذا الفيروس داخل عائلات المرضى، وقد يحدث تفشي للمرض على نطاق واسع. 
ولا يوجدُ علاجٌ محددٌ للفيروس الجديد، ولكن يُمكن استخدام مضادات الفيروس الموجودة.
وينتمي فيروس السارس 2 إلى عائلة كبيرة من الفيروسات تسمى فيروس كورونا، 
فيروس السارس 2 هو سابع فيروس من فيروسات كورنا المعروف بأنها تصيب البشر. 
وللوعى الوقائى دور مهم في تكوين جوانب شخصية الأفراد، وتوعيتهم بمخاطر العمل وأضراره، وذلك بتعريفهم طبيعة هذه المخاطر وطريقة الوقاية منها ووسائلها؛ وكذلك الحكم على سلوكياتهم وقراراتهم التي يتخذونها فيما يتعلق بأمور السلامة والصحة المهنية.
للوعي الوقائي نوعان:
أ‌- وعي وقائي مُدرك: وهو الوعي بدرجة احتمال وقوع الخطأ أكثر من فكرة السـيطرة عليه ومجابهته، والوعي الذي يقف خلف كل معرفة ويكتسبه الإنسان في تنشئته وحياته الاجتماعية منذ الصغر والعائلة، والمؤسسات التربوية هي التي تنمي هـذا النـوع مـن الوعي من خلال التركيز على ملكة الإدراك للخصائص المحيطة، وتكسبه خبرة شعورية واعية تجعله قادرا على تجاوز الأخطار والتهيؤ لها والوقاية منها.
ب‌- وعي وقائي مشترك: هو الذي يولد اليقظة المشتركة للاحتمالات الخطرة، وينتج سلوكا مشتركا يشكل حماية للمجموعات المتعايشة، ويصبح الوعي الوقـائي المشـترك ثقافـة مشتركة تحمي الفرد والجماعة.

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا