فاطمة فتحي غوينم تكتب ... اهتموا بأبنائكم قبل فوات الأوان ....!!

من الصعوبة أن نتصور حياة تمضي بحلوها ومرها دون أن تمر على مراحل التخطيط التي تساعد على السيطرة والتحكم في زمام الأمور ومجريات الحياة العادية، علماً أن ترك زمام الأمور دون تأمل سيجعل القارب يسير، لكنه يجهل وجهته السليمة. إن التخطيط للحياة يبدأ في المراحل العمرية المبكرة والتي تتزامن بالتحديد مع المراحل الدراسية عندما يقف الفرد على عتبات المستقبل ويبدأ رسم الخطة المناسبة التي تعينه على تحقيق الأهداف التي يفترض أنه وضعها مسبقاً.
 ولعل صناعة التخطيط تقع على عاتق الوالدين لمساعدة الأبناء على تنظيم الحياة بصورة صحية وآمنة، في الوقت ذاته مع التأكيد على أن هذه الخطوة لابد أن تتم في محيط الأسرة، ولا يجب أن تؤجل اعتقاداً أن الأبن لا يزال صغيرا ليستوعب التخطيط، خصوصا أن هذه المهمة تحتاج إلى تدريب حقيقي يتمثل في زيادة وعي الأبناء بكيفية وضع الأهداف الحياتية التي تكون قائمة على مراعاة الإمكانيات والاحتياجات وعدم إغفال القدرات، ومن ثم الإنتقال للخطوة الأكثر عملية وهي وضع الخطة المناسبة لتنفيذ الأهداف مع مراعاة المرونة التي تساعد على تبديل الخطط بأريحية ومواجهة صعاب تنفيذ الأهداف قدر المستطاع دون أضرار نفسية.
التخطيط في الحياة يقلل عواقب المشكلات التي قد تعترض مسيرة حياة الأبناء، كما يسهم في توفير عامل الحماية من الصراعات التي قد يعاني منها الأبناء، والتقليل من فشلهم في اتخاذ أبسط القرارات، فقبل فوات الأوان لابد أن تكون هناك خطة مرسومة بملامح واضحة تعزز الشعور لدى الأبناء بالقوة، وتعمق مفهوم الثقة بالنفس لديهم، وتجعلهم قادرين على مواجهة التحديات مع امتلاكهم كل الأدوات التي تعينهم على تحقيق النجاح.

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا