دكتور محمد توفيق يكتب .... " الحسد ...!! "

 
د. محمد توفيق

وجود المال نتفق جميعاً على مبدأ من خلاله بأنه يعتبر نعمة
من نعم الله سبحانه وتعالى على عبده وكثرته كذلك تعتبر
 نعمة عظيمة . 
ولكن.. ! 
ليس ضرورياً بأن يكون صاحب هذا المال الكثيرسعيداً في حياته وأنه يعيش حياة خالية تماماً من المشكلات والظروف والهموم، هذا هو مفهوم الكثير من أفراد مجتمعنا عن من أنعم الله عليه وهذا بلا شك مفهوم خاطئ، فمن يعتقد بأن فلاناً يعتبر من أسعدالناس في الحياة وأنه يعيش كالملوك في القصور وأن فلان يعيش حياة كحياة الأمراء نظراً لكثرة
أموالهم فهذا أعتبره شعور بالنقص لدى صاحبه وغيرة ولربما يصل للحسد وتمنى زوال النعمة عليهم، فكم من شخص أنعم الله عليه بالمال ولكنه مصاب بمرض أنهكه وأتعبه ولم يشفى منه حتى اليوم، وكم من إنسان أنعم الله عليه بالمال ولكنه لم يذق نعمة الزواج أو الإنجاب والشعور بنعمة الأبوه ورؤية الأبناء، وكم من رجل ومرأة أنعم الله عليهم بكثرة الأموال ولكنهم أُبتلوا بمشكلات لا تستطيع الأموال حلها، فليست السعادة في وجود الأموال وحسب، بل السعادة تكون في الرضا بجميع النعم مهما كانت .
فما أريد أن أعبر عنه وأبوح به إليكم بأن الشخص يجب أن يحاول قضاء حوائجه بالكتمان كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ، فليس من المنطق بأنه إذا ترقى شخص ما في وظيفته أو تم عقد قرآنه على سبيل المثال بأن ينشر هذا النبأ لجميع الناس، بل يتريث قليلاً وينشره في الوقت المناسب للجميع أو لا ينشره أساساً إذا لم تدعو له الحاجة، أو إذا اراد نشره في حينه يقوم بنشره للمقربين له فقط كأهل بيته أو لصاحب مقرب ثقة مع التشديد عليهم بعدم إفشاء هذا النبأ، فالحسد أصبح ظاهرة إجتماعية وبكثرة خصوصاً بعد ما أصبحت حياة الكثير كتاباً مفتوحاً أومسلسلاً بحلقات
منفصلة يراها الجميع من خلال مواقع التواصل الإجتماعي الحسد من الأشياء التي لاتنكر لذكرها في أعظم كتاب وهو "القران الكريم" وكذلك في السنة النبوية لذلك يجب على كل شخص حريص على نفسه وأفراد عائلته بأن يكسر أي مفتاح يقود لهدف وغاية كل من يشعر بالنقص وهو الحسد  .

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا