ظاهرة التسول وتشرد الأطفال وأضراره على المجتمع




كتب / أشرف عبده الكارم  

حسنه قليله تمنع بلاوى كتيره " كلمات هاجمت أذني وأنا أسير في الطريق ولما أنتبهت إلي مصدر الصوت وجدت طفلا صغيرا أسمر اللون هزيل الجسد ولا يرتدي أي شيء في قدميه يتجول بين المارة في الشارع والجالسون علي المقاهي ليسألهم المال فمنهم من يعامله بقسوة وينهره ومنهم من يعطف عليه ويرق لحاله.

فتراجعت للوراء وأقتربت منه لأتعرف عليه أكثر وأحاول التجول في عقله، فرفض بشدة  وذهب يجرى من أمامى ‪فتركته


فذهبت ولاقيت طفل أخر من المتسولين في الشارع الذي لم تختلف هيئته عن زميله وتحدثت إليه ووافق علي أن يتكلم ، ولكن بشرط عدم ذكر اسمه فقال الطفل ( م . ع ):- أنا عندي 7 سنين ، سيبت المدرسة علشان اشتغل وأساعد أمى بعد ما أبويا طلقها ، ولكن نفسي أرجع المدرسة ؛ لأن الشحاته وحشة والناس بتعاملنا وحش وبحس إني مش بني أدم .
 
‪ويضيف الطفل "ع.ك" :- أنا عندي 8 سنين مرحتش المدرسة خالص أصل إحنا فقراء وأبويا نزلني الشغل معاه علشان أصرف على نفسي وأساعده وأمي شغالة في البيوت والدنيا غالية زى ما أنت عارف ،والشغله دى بتجيب فلوس حلوة بس الناس بتعاملنا وحش ، وأنا كان نفسي أتعلم وأبقي إنسان كويس .

‪ويقول الطفل "ف. س " :- أنا عندي 10 سنين طلعت من المدرسة بعد طلاق أبويا وأمي وكل واحد اتجوز وسابونا لجدتي ، ونزلت أنا وكل أخواتى ندور على شغل ،بس محدش رضي يشغلنا ، فبقينا نشحت ، واهي شغلانه سهله و مفيهاش تعب وقرشها حلو.
  
‪وبعد أن استمعنا إلي بعض هؤلاء الأطفال أردنا أن نتعرف علي تفسير هذه الظاهرة فكان لنا إتصال هاتفى مع الدكتوره سامية حسن جامعة عين شمس 
فقالت :- ظاهره تسول الأطفال ليست جديدة ؛لأنها نتيجة تدهور السياسة الإجتماعية والأقتصادية التي مر بها المجتمع المصري أكثر من ثلاثون عاما ، فكانت النتيجة الطبيعية التسرب من التعليم ظاهره هروب الأطفال والتسول العام في مصر ‪، وتؤكد دكتورة "سامية " علي أن ظاهرة التسول ليست جملة مكونة من كلمتين فقط بل هي ظاهرة تحتوي بداخلها علي الكثير من المآسي والمعاناة التي يعيشها هؤلاء فغالبيتهم أطفال شوارع بلا أهل أو أن أهلهم تركوهم في الشارع إما لإنفصال والديهم أو لضيق ذات اليد فهم ينامون تحت الكباري ويتعرضون لكل أشكال المعاملة السيئة والنظرة الدونية من الناس ونحن بذلك لسنا أمام ظاهرة التسول فقط بل أمام إخراج مجرمين ساخطين علي المجتمع الذي ظلمهم ، ويجب أيضا أن نلفت النظر إلي أن هناك بعض أولياء الأمور يسرحون أبنائهم للتسول ليعودوا إليهم أخر اليوم ‪بالمال وكذلك هناك بعض العصابات التي تخطف الأطفال وتعلمهم التسول ويعمل الأطفال لحسابهم ‪،‪ إذن نحن أمام مشكلة متعددة الأطراف ومعقدة وعلاجها من وجهة 
نظري
يبدأ من الاهتمام بقضايا التعليم ومنع الأطفال من التسرب من التعليم وإعادة الهيكلة الإقتصادية بهدف العدالة الاجتماعية وتوزيع عوائد الإنتاج على كل الطبقات الاجتماعية بمنطقه المساواة وأهتمام المتخصصين بهذه الظواهر ودراستها وتقديم الحلول لها وتوفير رعاية إجتماعيه آمنه للمتسولين من المجتمع المصري . 

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا