✍️ بقلم: فاطمة فتحي غوينم
انقسام واتهامات... وغياب للوعي، كل دورة انتخابية نعيش نفس المشهد:
صراخ، سباب، اتهامات، ووجوه تتغير لكن الأسلوب واحد.
الانتخابات التي كان يفترض أن تكون عرساً ديمقراطياً، تحولت إلى ساحة فوضى وصراع، والبعض يهاجم البعض، بلا ضمير ولا احترام.
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ميدان حرب، يخون فيها الجميع، وتشوه فيها الحقائق على مرأى ومسمع من العالم.
من المسؤول؟ نحن قبل غيرنا
قبل أن نلوم أحداً، علينا أن نعترف بالحقيقة المؤلمة: نحن السبب.
نحن من سمحنا أن تتحول الانتخابات إلى مزاد، وأن تباع الأصوات وتشترى القلوب.
نحن من صدقنا الوعود الزائفة، وتغاضينا عن الضمير مقابل مصلحة أو قرشين.
الفقير لا يُلام، لأنه يبحث عن قوت يومه، عن لقمة العيش، عن دواء لطفله.
لكن من يبيع صوته بملء إرادته، ومن يشتري الناس بثمن بخس، فقد اختار أن يكون شريكاً في تدمير وطنه.
الكرسي لا يساوي الوطن
للأسف، تحول الكرسي إلى معبود جديد يتقاتل من أجله البعض،
كأن المنصب يدوم، وكأن الوجاهة تخلد أصحابها.
الكرسي زائل، لكن أثر ما نفعله اليوم سيبقى في ذاكرة الأجيال.
المال الذي يدفعونه اليوم سيفنى، لكن العار السياسي والأخلاقي سيظل وصمة لا تمحى ، كارثة أخلاقية على السوشيال ميديا ، ما نراه على الإنترنت لا يليق بشعب عريق.
هجوم، سب، تجريح، واتهامات متبادلة بلا دليل ،كأننا فقدنا احترامنا لأنفسنا قبل أن نفقد احترام العالم لنا.
هل هكذا نمارس حرية التعبير؟ أم أننا نحرق بعضنا باسم الديمقراطية؟لقد شوهنا صورتنا بأيدينا، حتى باتت الانتخابات في بلادنا مرآة لخللٍ في الوعي قبل السياسة.
أفيقوا قبل فوات الأوان
الوطن ليس ورقة ترمي في صندوق، ولا شعاراً يرفع على لافتة.
الوطن كرامة، ووعي، وموقف شريف لا يشتري ولا يباع.
إن استمررنا على هذا الطريق، فلن نكسب شيئاً سوى مزيد من الانقسام والخسارة.
كفى صمتاً. كفى تبريراً.
الانتخابات ليست معركة كراسي، بل اختبار ضمير.
ومن يستهين بها اليوم، سيبكي غداً على وطنٍ ضاع منه بسبب صوته.
أما عن سماسرة الانتخابات
فليتذكروا أن ما يفعلونه اليوم في الدنيا سيحاسبون عليه يوم الموقف العظيم، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.
كل مال حرام جمعوه، وكل صوت باعوه، سيعود عليهم وبالًا قبل الآخرة.
الفلوس التي تحصد الآن لن تدوم، وستتحول قريباً إلى عبءٍ وثقل على أصحابها.
التاريخ لا يرحم، والضمير حين يستيقظ متأخراً لا يغفر.
ومن باع وطنه اليوم، سيقف غداً وحيداً أمام الله، ليواجه حساباً لا تزوير فيه ولا لجان.

0 تعليقات