دكتور كريم ابوعيش يكتب : الدنيا مليانة


الدنيا مليانة تفاصيل تتعدّى أمامنا كل يوم، وغالبًا لا نلتفت إليها، لكنها في حقيقتها تشكّل رؤيتنا عن الناس والحياة. موقف بسيط، كلمة عابرة، أو تصرف لحظي… كل هذه مؤشرات تكشف طبيعة الشخص أكثر من أي كلام طويل أو ادعاءات براقة.

ومع مرور الوقت، نكتشف أن الناس ليسوا نسخة واحدة. هناك من يظهر في وقت الشدة دون أن يُطلب منه ذلك، وهناك من يختفي عند أول محاولة طلب. هناك من يفرح لنجاحك بصدق، وهناك من يعتبر نجاحك تهديدًا لمكانه. وجود هذه الأنواع جزء من فهمك للحياة، ومن معرفة قيمة من حولك.

الواقع يعلمنا أن الاختبارات التي نمر بها ليست صدفة. هناك اختبارات للصبر، وأخرى لتقييم النوايا، وأحيانًا اختبارات للقوة تكشف قدرات لم نكن ندركها. السقوط أحيانًا ليس نهاية، بل بداية مرحلة أنضج وأقوى.
وفي خضم الخيبات، نجد أن بعض الفرص التي أغلقت كانت حماية لنا من طريق خاطئ، وأن بعض الناس الذين خرجوا من حياتنا كانوا عبئًا علينا. وفي المقابل، كلمة تشجيع، أو صديق حقيقي، أو تجربة صغيرة… قد تغيّر مسار سنة كاملة.

برغم الضغوط والزحمة، الفرص موجودة دائمًا، وقد تكون بسيطة: فكرة جديدة، محاولة مختلفة، أو تغيير في طريقة التفكير. المهم أن نكون مستعدين لملاحظتها والاستفادة منها.
وفي النهاية… الحياة مليانة أسباب تجعلنا نستمر: سبب في كلمة طيبة، سبب في صديق أو تجربة علمتنا درسًا، وسبب في يقين بسيط بأن القادم أفضل.
الدنيا مليانة…
وأنت بداخلك الكثير الذي لم يظهر بعد. المهم أن تستمر، تتعلم، وتختار الصواب… لأن اختيارك هو من يرسم الطريق أمامك.
#حديث_الثلاثاء

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا