فاطمة فتحي غوينم تكتب : البرلمان بين الأمل والمسؤولية.. ماذا نريد من نواب الشعب ؟


قبل أن نسأل: ماذا نريد من أعضاء البرلمان؟ علينا أن نتوقف لحظة ونتأمل: ما أهمية البرلمان؟ وما الدور الحقيقي الذي يجب أن يؤديه من ينوب عنا تحت قبته؟

البرلمان المصري يتكون من غرفتين: مجلس النواب و مجلس الشيوخ.
الأول هو السلطة التشريعية الأهم، وصاحب الكلمة في سن القوانين، إقرار الموازنة العامة، ومراقبة أداء الحكومة.
أما مجلس الشيوخ فدوره استشاري بالأساس، حيث يدرس ويبدي الرأي في القضايا الكبرى، ورأيه غير ملزم لكنه يساهم في توجيه الرؤية العامة للدولة.

عضو مجلس النواب ليس مجرد لقب أو وجاهة اجتماعية، بل هو مسؤولية وطنية جسيمة. يجب أن يكون مؤهلاً لفهم القوانين بدقة، قادرًا على إدراك ما تحمله نصوصها من معانٍ، وأن يقيس مدى رضا الناس عنها، والفائدة الحقيقية التي تعود على المواطنين من تطبيقها.

النائب الحقيقي هو الناقد البناء، لا الباحث عن الظهور. هو من يضع نفسه في موقع المسؤول التنفيذي، ويفكر: هل يمكن أن أُقدم أداء أفضل؟ وإن وجد الحل طرحه بإخلاص لينفذ لصالح المواطن والوطن.

عزيزي المواطن، ما نحتاجه داخل البرلمان هو نائب وطني الفكر، مخلص في عمله، صادق في وعوده، يشرع قوانين تضمن حياة كريمة، ويراقب الحكومة من أجل خدمتك لا لمصلحة شخصية. نائب عادل، شجاع، مؤمن بأن خدمة مصر فوق كل اعتبار.

لكن للأسف، كثير من القوى المدنية من أحزاب ومؤسسات مجتمع مدني انشغلت بالصراعات الانتخابية والتحالفات، وتجاهلت دورها الأصيل: توعية الناخبين بكيفية اختيار من يمثلهم بحق. الكل يتحدث عن مصالح حزبية وشخصية، بينما المواطن البسيط لم يجد من ينزل ليستمع لشكواه أو لرؤيته في تنمية قريته وبلدته.

ويبقى السؤال الكبير:
هل يعرف النائب اليوم كيف يكون عضوا حقيقيا بمجلس النواب بعد أكثر من عشر سنوات على ثورتين عظيمتين غيرتا وجه الوطن؟

نداء إلى كل مواطن مصري

اختيارك في صندوق الانتخابات ليس مجرد ورقة.. بل مستقبل وطن بأكمله.
لا تترك صوتك يباع أو يشترى، ولا تجعله يضيع في يد من لا يستحق.
اختر من يملك ضميرا حيا، وفكرا وطنيا، وقدرة على التشريع والرقابة، لا من يبحث عن مصالحه أو ألقابه.

مصر اليوم تناديك.. فهل ستستجيب؟
اختر صح.. لترى مصر في المكانة التي تستحقها بين الأمم.

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا