أين اختفت الإنسانية ... ؟

كتبت : فاطمة فتحي غوينم 

الأنسانية هي الفطرة التي ولد الأنسان عليها بما يحمله من صفات تؤهله للتميز عن بقية الكائنات .بما معناه ان الإنسان كعلبة تمتلئ بالرحمة والشفقة والرأفة والحنان والعطاء والزهد والمحبة هذا يعود للفطرته التي خلقه الله عليها أما اليوم نحن نقف أمام الكثير من العلب الفارغة او التي تكون مملوءة بالصفات المعاكسة لمعنى الإنسانية ...!! 
 فحتى لو بحثنا لن نجد سوى طيف إنسان فنحن نعيش في زمن ضاعت فيه جميع هذه المفاهيم واُستبدِلت بالحسد والغيرة والحقد بغض النظر عن القتل والأجرام لأنها تكون لمن لا ضمير له . 
 فمثلهم باعوا إنسانيتهم منذ زمن بعيد أننا امام معظلة أكبر ألا وهي غياب الأنسانية بين افراد المجتمع نفسهم الذين إنعدمت بينهم الرحمة في الكثير من الجوانب التي سأتطرق إليها بشكل مختصر . ها نحن نرى العشرات من الفقراء في الشوارع منهم من يتسول ومن يحاول جاهداً بيع بعض الجرائد أو الماء وما إلى ذلك والعجيب في الأمر أن البعض بدل أن يقدم المساعدة لهم يؤذيهم بالألفاظ الجارحة وقد يتجاوز البعض إلى ضربهم وشتمهم .

إضافة اغلى أن مجتمعنا إمتلأ بأوعية للضغينة والنفاق والكره فمثلاً لو أن شخصاً ما حقق نجاحاً في عمله أو دراسته نرى الجميع مقبلين بالتهاني والإبتسامات الكاذبة وأذا اختلوا بينهم بدأت الأحاديث بكونه لا يستحق هذا النجاح بل ويلجأ البعض إلى إسماعه كلمات جارحة في صدد إزالة البهجة والفرحة منه .

ومن ناحية أخرى كبار السن هؤلاء الذين قضوا عمراً من التعب والسهر على أولادهم ماذا يكون جزاؤهم ؟! 
كيف يمكن لأي انسان أن يطاوعه قلبه على ترك والده او والدته في دار للعجزة ؟! 
ربما يكون ارحم من الذي يرميهم في الشارع إرضاءً لرغبة زوجته أو لأي سبب كان .. 
أين اختفت الأنسانية في كل ذلك بل بمعنى أصح أين اختفى الأنسان؟! 
مثل هؤلاء أقرب إلى الحيوانات ربما أقل مستوى منها .. 
لكن ربما لم تختف كلياً فما زالت دار الأيتام والعجزة موجودة وفيها من حمل في قلب الحنان والعطف ليعطيه لمن يحتاجه ما زالت هناك القليل من المؤسسات الخيرية النزيهة التي هدفها الوحيد مساعدة الفقراء والمحتاجين دون رياء .

وفي الختام لا يسعني سوى أن أقول لو تخلى كل شخص عن الصفات الخبيثة بداخله وأزال سواد الحقد عن قلبه وقرر أن يصبح أنساناً ليس مجرد حيوان ناطق. ربما سيكون هناك ضوء أمل يوحي بعودة الأنسانية .

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا