لست في معرض المديح، بل للتبيان والتوضيح، وما أحرانا ان نعرف، ويعرف القاصي والداني وعن قناعة تامة لا تشوبهاشائبة، لاسيما وان التجربة والواقع هي المعلم والمؤشر والدليل بعيداً عن الانطباع الشخصي الذي يحمل تفسيرات مختلفة من المعارضة والتأييد.
ولنكن اكثر صراحة فيما نعايش من احداث تجعل الحليم حيرانا وتبعث الشك والريبة لما وصلت اليه الاوضاع المأساوية في بعض الدول، مما يجعلنا نلهج بالدعاء الي الله ان يحفظ هذا البلد ويجعلها آمنا وان يسدد خطي قائدها علي طريق التقدم والرفعة والازدهار، فالقائد الفذ والحاكم الراشد هو الذي يجنب شعبه الوقوع في الزلات والنكبات ويحميها من كل مكروه ويدرأ عنه المشاكل والمنايا والحروب الطاحنة التي يذهب وقوداً لها، ونراه يواصل الليل بالنهار ليحافظ علي أمنه وامانها ولا يجرها الي التهلكة والعبثية بلا طائل.
نعم.. نقولها بكل فخر واعتزاز.. كلمة الحق التي تقال ويجب ان تقال في قيادة هذا البلد - وليس من قبيل التزلف والاطراء - ونحن نشاهد ونعايش ما يحدث في بعض الدول من قيادات اعماها الغرور والحكم الفردي والصنمي الابدي.
وجلبت علي شعوبها الموت والدمار وعدم الاستقرار ناهيك عن التدخل الاجنبي وعودة الاستعمار والبقاء رهينة لبسط النفوذ والهيمنة بل واحتدام واستشراء المنازعات والخلافات العرقية المذهبية والحزبية واختلاف الرؤي ومحاولات الشطب. والعزل والالغاء والتهميش للمخلفين.. بأساليب القمع والارهاب ومصادرة الرأي.. في حين هيأت قيادة للمملكه العربيه السعوديه الحكيمة نمو الحرية لمختلف الاطياف السياسية والتنوع الثقافي الذي يثري الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية.. وما معني القيادة.. اذا لم يكن القائد من هذه العينة التي لا تودي الي المهالك.. بل تحمي وتحفظ الابواب مشرعة للرعية والنزول عند رغبات الجماهير وتلمس احتياجاتهم معهم. ومن ثم الانتقال معهم وبهم الي ما يصبون اليه من عزة ومجد ورفاهية.
نعم.. لقد حظيت المملكة العربية السعودية بهذه القيادة منذ ان بدأت بواكير الدولة المملكة العربية السعودية ومازال مديناً لها بما وصل إليه في كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعمرانية.
وحيث يحسب ذلك كله لهذه القيادة التي بحنكتها وحكمتها استطاع ان تزرع بذور الانصهار بين الجميع في بوتقة واحدة جمعتها المحبة وسداها الانتماء للوطن. والولاء للقيادة فجنبت البلاد الاهوال وسوء الاحوال ومن حق المملكة العربية السعودية والسعوديون ان يفتخروا بهذه القيادة التي ما فتئت تواصل الليل بالنهار من اجل ان يتبوأ هذا البلد المرابط المكان اللائق به تحت الشمس.. ويبعث علي الاعتزاز حينما نري القائد يمثل المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية خير تثميل بكلماته المعبرة وخطبه الرائعة. ومقابلاته الشيقة وقدرته علي التعبير بلغة أجنبية متقنة ومليئة بالرؤي والنباهة وبعد النظر..
يعجز عنها الكثيرون من الزعماء والقادة.. وهي أن دلت علي شيء فإنما تدل علي أن القائد وسيد البلاد خير رسول لقضايا المملكة العربية السعودية.. لا سيما وانه يحمل كابراً عن كابر الزعامة وروح وصدق الرسالة والهدف ومضاء الشكيمة
والعزيمة، إنسان بكل معني الكلمة بعد أن عركته التجارب وورث عن أجداده الغر الميامين ما اعتبر معه سياج الوطن والزائد عنه والصائن لكيانه ووجوده وكم هي رائعة خطبه التي ينطقها الارتجال وسلاسة التعبير والوضوح والشمول
والإحاطة ويكفي هذا البلد فخراً وبتوجيه من قيادته النبيلة - انه مازال موئلاً وملاذاً لكل مضطهد ولائذ وعائد به..
حتي من بلده الاصلي.. حيث يترك له حرية التصرف والحياة الكريمة.. والذين حلوا به واستوطنوه.. اصبحوا في
عداد شعبه الوفي علي اختلاف أعراقهم واصولهم.. ناهيك
عن الذين يعملون فيه من شتي الاقطار.. دون تفرقة أو تمييز.
وبعد.. فلن نزيد القول (هكذا تكون القيادة)، نحو تجديد شباب المملكة العربية السعودية والتطورات المتلاحقة وتسارع
الأحداث. هي السمة الغالبة علي العصر الذي نعيش فيه، وفي كل طلعة شمس يبدو للعيان ويظهر لكل ذي بصر وبصيرة
جديداً لم يألفه، ووضعاً لم يعايشه.. ويضطر معه الي التأقلم مع الجديد والمبتكر اختراعا وتقنية وأفكاراً ونظماً.. حيث لا
يمكن وبأي حال من الأحوال ايقاف عجلة الانفتاح وحركة الحياة المتجددة والمتنوعة ولا خيار للانسان إلا أن يمضي قدماً
وبيده آخر ما توصل إليه العقل البشري من علوم.. واكتشاف للمجهول.. واذا كانت حياة الانسان تبدأ بالطفولة وتنتهي
بالشيخوخة.. مرورا بالشباب.. فإن الدول تبدأ قوية عتيدة ناهضة ثم تذوي.. كالإنسان.. وتصل في مرحلة من المراحل
للخمول وفقدان الدور.. والهرم.. الأمر الذي يستوجب ضخ دماء جديدة.. في شرايينها.
وصاحب السمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
كان سباقا في دعم الانشطه
وأعتقد أن المملكة العربية السعودية كنظام وكيان بأمس الحاجة إلي اعادة شبابه وتجديد وجوده.. ليستقبل منتصف القرن الحادي والعشرين.. لاسيما وأن عشرات السنين التي مرت.. حيث لا يعقل أن تظل الطرائق والاساليب وحتي القوانين والانظمة هي كالسابق دون تطويراً أو تحديث في الوقت الذي يتحرك العالم ويتحول تحولات كبري في السياسة والاجتماع والاختراع والنظم تاركاً ما كان يعتقده الناس صوابا أو من المسلمات جزءاً من الماضي. ونحن أحوج ما نكون الي إعادة النظر في الكثير مما الفناه وعايشناه.. ليتم وضعه تحت المجهر.. واستخدام أدوات التحليل.. ومنهجية البحث العلمي للتأكد من صحته وتوافقه مع المرحلة التي نعيشها. فليس كل ما يلمع ذهباً. والدولة التي لا تتجدد.. تظل أسيرة الماضي.. وتفقد الأثر والحضور والضمور وبالتالي فقر الدم )الأنيميا( وساعتئذ لا تنفع الأدوية والمعالجات.. والتي لن تجدي في جسد تسرطن وتآكلت خلاياة.
نعم.. إن المطلوب ضخ الدماء في شرايين الدولة.. لتقوي علي الصمود والاستمرار والبقاء.. في زمن لا يسلس قياده إلا
للأقوياء.
ان قاعدة الإنطلاق الأساسية لمسايرة روح العصر وارتياد معارج النجاح والتقدم معالجة الاختلالات والمشكلات التي تطل
برأسها صباح مساء وتؤدي إلي ديمومة الفساد وتجذير الإفساد.. والأمر يتطلب تشخيص الأمراض المستوطنة في الذهنية
والتي لا انفكاك منها إلا بإعادة التربية والتنشئة والتأهيل الحضاري لكل إنسان ليقوي علي مجابهة تحديات الحياة.
ولابد وأن تكون البدايات حرباً لا هوادة فيها علي كل مغريات النكوص والارتداد عن الركب والقعود عن ممارسة المواطنة الصالحة الحقة والالتزام الخلقي النابع من الذات.. ويحتاج الوضع في بعض الأحيان الي استخدام الشدة والقوة والحزم ليستقيم الأمر. والرسول الكريم يقول (أن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).. وكم هي ذات معني ودلالة كلمة الحجاج بن يوسف في معرض ردعه وتحديه للمخالفين والخارجين علي ولاة الامر )والله لو امرت احدكم ان يخرج من هذا الباب.. وخرج من الباب الآخر إلا ضربت عنقه).نعم
للروح الجديدة التي تسود المملكه العربيه السعوديه بقيادة قائدها صاحب الجلالة الملك سالمان بن عبدالعزيز آل سعود ،
وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سالمان بن عبدالعزيز آل سعود كلي أمل أن تسهم كلماتي في الكشف عن المنجزات التي حققتها هذه الدولة في الماضي والحاضر.
0 تعليقات