مصائد الموت تتحدى " 95مزلقان بالجيزة ينذر بكارثة جديدة لحصد الأرواح أخطرهم مزلقان العياط


تحقيق / سمير احمد القط
حوادث متكررة وإصابات بالغة وحالات متعددة للوفيات ، شئنا أم أبينا فتلك هى  حصيلة إهمال حقيقى  وتدنى خطوط السكك الحديدية فى مصر بدءاً من سوء حالة القاطرات ثم العربات ثم المحطات والمزلقانات التى تلعب دوراً هاماً فى الكثير من تلك الحوادث ولعل أهمها ماحدث عبر السنوات الخمسة عشر الماضية ، حادثى قطار العياط وحادثى قطار البدرشين وحادث قطار أسيوط وحادث قطار ارض اللواء وغيرها من الحوادث التى حصدت أرواح الأبرياء وزادت من فرص التصريحات الوردية المزعومة بالتطوير والأهتمام والحرص على تقديم تلك الخدمة الشعبية الأولى على أكمل وجه ورغم تعالى الصيحات وكثرة النداءات فى العهد البائد وقبل ثورة يناير ويونيو وما أعقب هذا من إستغلال البعض لتلك الحوادث ودفع بعض المأجورين لقطع بعض المزلقانات والخطوط بحجة تنفيذ مطالبهم إلا أن جميع هذه الأمور لم تفلح لتحرك ساكناً ، ففى كل مرة تطالعنا معظم وسائل الإعلام بتصريحات وردية للسيد الوزير ولبعض المسئولين دون ادنى جديد الا التحرك الأخير الذى تبنته القوات المسلحة  بالتعاون مع بعض المحافظات لتجديد وإحلال بعض المزلقانات التى لاتمثل نسبة تذكر أمام هذا الكم الكبير وهاهو مسلسل جديد من الإهمال الحكومى يكشف عن نفسه ، يتمثل فى تجاهل محافظة الجيزة تنفيذ خطة التطوير للمزلقانات بدءاً من أرض اللواء ونهاية بحدود مركز العياط مع مركز الواسطى ببنى سويف ، والتى سبق وأن أعلنت عنها فى عام 2010 وكذلك نهاية عام 2012، وهى التى تشمل وفقا لما تم التصريح به رصف الطرق المؤدية لمداخل ومخارج المزلقانات حتى مسافة 30 مترا من شريط السكة الحديد، وتوفير الإضاءة الكافية للمزلقان من الناحيتين وإزالة أى معوقات تعترض تنفيذ التطوير بإزالة أى تعديات واقعة بالمزلقانات، وتذليل كافة العقبات والإجراءات الإدارية، وتحديد أوجه التعاون والدعم الفنى المطلوب لسرعة الانتهاء من خطة التطوير وفقـاً للبرنامج الزمنى المحدد بالإضافـة إلى رفـع أى إشغالات أو باعة جائلين متواجدين أو أسواق عشوائية.



وكذلك أعلنت المحافظة أيضا عقب حادثة قطار أسيوط عن تطوير المزلقان، لكن لم يحدث شىء من ذلك حتى وقعت الكارثة، ومع استمرار هذا الوضع المتردى فإن هذه الحادثة من الممكن أن تتكرر لا قدر الله فى 95 مزلقانا منتشرين على مستوى مدن ومراكز الجيزة أغلبها مزلقانات يمر عليها قطارات الغلابة من أبناء الصعيد.

وبحسب الإحصاءات فهناك 95 مزلقانا بمحافظة الجيزة، هناك عدد منها ينذر بتكرار كوارث بشرية أخرى، إذا لم تتحرك الدولة بكل أجهزتها وبداية من الرئيس وحتى محافظة الجيزة مرورا بمجلس الوزراء وزارة النقل وهيئة السكة الحديد، وذلك وفقا لخطة التطوير التى انتهت منها محافظة الجيزة بالتنسيق مع الهيئة العامة للسكة الحديد وهى مزلقانات أبو النمرس وأبو ربع والمرازيق والديناوية وبهبيت والرياح الناصرى ومزغونة وبشتيل البلد وأرض اللواء والعياط والبدرشين وبرطس وكفر الضبيعى والتى صنفتها الخطة بأنها مزلقانات خطرة يجب تطويرها سريعا.

ومن جانبه كان الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة الاسبق  قد صرح قائلاً : إن إجمالى المزلقانات الموجودة بالمحافظة يصل إلى 95 مزلقانا بعضها مطور والبعض الآخر يحتاج إلى تطوير يشمل رصف مداخل المزلقانات من الجهتين للمارة والسيارات وبناء حواجز وإنشاء بوابة حديثة وغرفة تحكم وأعمال دهانات وآلات تنبيه للمارة والسيارات أثناء مرور القطار، بالإضافة إلى عمل أسوار حديدية وإرشادات مرورية بالتعليمات المتبعة ورفع كافة الإشغالات الموجودة

وأكد المحافظ حينها  فى تصريحاته أنه يوجد بالخطة 11 مزلقانا منها 6 بلا أى معوقات للتطوير و5 مزلقانات بها معوقات من الممكن إزالتها وأضاف أنه يوجد 5 مزلقانات أخرى تحتاج إلى أعمال إزالة وإشغالات ومبانٍ قبل البدء فى تطويرها تضم أرض اللواء والعياط والبدرشين وبرطس وكفر الضبعى أما المزلقانات التى تم وضعها بخطة التطوير فتشمل أبو النمرس وأبو ربع والمرازيق والديناوية وبهبيت والرياح الناصرى ومزغونة وبشتيل البلد.

كما أكد المحافظ أنه يتم إعطاء أولوية للمزلقانات التى بها كثافة مرورية عالية طالباً من المواطنين الالتزام بالإشارات الإلكترونية حفاظاً على أرواحهم، مشيرا إلى أن تطوير المزلقانات بطريقة إلكترونية سوف يؤدى إلى تأمين أرواح المواطنين أثناء العبور وتقليل التدخل البشرى وانعدام المخاطر.


مضيفاً فى تصريحه أن المحافظة تتحمل تكلفة تتراوح بين 250 إلى 500 ألف جنيه، لتطوير المزلقان الواحد، خاصة فى المناطق المحيطة بالمزلقان، فيما تتحمل وزارة النقل وهيئة السكة الحديد تكاليف تطوير المزلقان سواء بتركيب الكاميرات أو غرف التحكم وآلات التنبيه والإرشادات المرورية والأسوار الحديدية.

ومن جانب آخر كشف مصدر مسئول بمحافظة الجيزة، أن خطة التطوير التى وضعتها المحافظة تم وضعها على مدار الشهرين الماضيين رصد فيها كافة احتياجات المزلقانات والتى تمثلت فى عدم تجهيز غرف غفراء المزلقانات وهو ما يعرضهم لمتاعب صحية خاصة فى فصل الشتاء بالإضافة إلى الاعتماد على النظام التقليدى واليدوى فى غلق المزلقانات وكذلك تعطل وغياب الجرس فى بعض المزلقانات وكذلك تعطل هواتف الغفراء.
مزلقانات على رأسها ريشة !!

على الجانب الآخر يؤكد الاهالى بتلك المناطق بان ماتم تطويرة لم يكن يستدعى هذا حيث ان تلك المزلقانات كان قد تم بالفعل  تطويرها مسبقاً وهى مزلقانات أبو النمرس وأبو ربع والمرازيق والدناوية وبهبيت والرياح الناصرى ومزغونة وبشتيل البلد. فقد تم تطويرها عقب وقوع بعض الحوادث بها وأخرها حادث البدرشين  كما ان التطوير لم يشمل تركيب الكاميرات أو غرف التحكم  والأسوار الحديدية بالإضافة الى تطوير غرف عمال المزلقان !! وأضافوا بان  الأشد خطورة على الارواح هى تلك المزلقانات التي استبعدت من الخطة او التى ارجئ العمل بها وهى والديناوية وبهبيت  والرياح الناصرى أرض اللواء والعياط والبدرشين وبرطس وكفر الضبعى فمنذ عام 1993 وحتى الآن لم يتم تطويرها اللهم الا هدم البلوكات وإنشاء محطات بديلة وادخال بعض الخطوط لتخزين القطارات حال الضرورة وكا هذا من خلال منحة امريكية نفذتها الحكومة حين ذاك ولم تراعى فيها البعد الانسانى حيث اُلغِيَت البوابات وأُنشئت المحطات فى أماكن بعيدة عن مواقعها القديمة بأرصفة يصعب على الركاب الوصول اليها الا من خلال سيرهم على  القضبان ، بالإضافة الى صعوبة الصعود الى الارصفة  لعدم وجود درج او سلالم ورغم ان منطقة العياط تعد من أكثر واخطر المناطق التى تعرضت لحوادث راح ضحيتها المئات ففى فبراير 2002 كانت  حادثة قطار الصعيد التي وقعت بها - 70 كم جنوبي القاهرة- الأسوأ من نوعها في تاريخ السكك الحديدية المصرية، حيث راح ضحيتها أكثر من ثلاثمائة وخمسين مسافرا بعد أن تابع القطار سيره لمسافة 9 كيلومترات والنيران مشتعلة فيه؛ وهو ما اضطر المسافرين للقفز من النوافذ، ولم تصدر حصيلة رسمية بالعدد النهائي للقتلى حينها . واختلف المحللون فى عدد الضحايا حيث ذكرت بعض المصادر أن عدد الضحايا يتجاوز 1000 قتيل وإن لم يصدر بيان رسمى بعدد الضحايا و هذا ما أثار الشكوك فى الحصيلة النهائية فى عدد الضحايا من الراكبين ، وفى أكتوبر 2009 تصادم قطارين في منطقة العياط على طريق القاهرة-أسيوط وأدى إلى مقتل 30 شخص وإصابة آخرين، حيث تعطل القطار الأول وجاء الثاني ليصطدم به من الخلف وهو متوقف مما أدى لانقلاب أربع عربات من القطار الأول، وفى  يناير  2013أدى حادث قطار عسكري في منطقة البدرشين إلى وقوع المئات من الضحايا، بعد سقوط عربة من عربات القطار، الذي كان يقل عددا من المجندين ويشير احد عمال المزلقانات بمنطقة العياط الذى رفض ذكر اسمه خوفاً من العقاب بان معظم مزلقانات العياط مازالت تعمل بنظام الغلق عن طريق السلاسل وانه لايغلق السلسلة الا فى حالة سماعة للجرس او االاتصال به هاتفياً !! وعن المكان المخصص له فحدث ولا حرج فهو عبارة عن حجرة لاتتعدى مساحتها متر مربع وبلا سقف وبها بعض الاحجار للجلوس عليها !!
"أسواق عشوائية تحتل المزلقانات "


اما ناصر على فيضيف ان مزلقان العياط تحول الى سوق عشوائى للباعة الجائلين الذين يحتلوه من الساعات الاولى للفجر ويفترشون نهره بطول السكة الحديد الامر الذى يعوق سير السيارات فى الاتجاهين شرقاً وغرباً وينذر بحدوث كارثة كل ساعة حيث يسارع هؤلاء الباعة بجمع بضاعهم وتحريك عرباتهم فى الاتجاهين عند وصول اى قطار ثم العودة مرة اخرى كما ان العامل وامام تلك العشوائية والبلطجة يصعب عليه التحرك لاغلاق السلاسل فى كل مرة
" كوبرى او نفق لله "
ولمن لايعرف حقيقة واهمية هذا المزلقان يؤكد جميع الاهالى بانه المكان الوحيد الذى يربط شطرى العياط شرقاً وغرباً بما فيها من اسواق ومحلات ومؤسسات ادارية وعلى سبيل المثال الادارة التعليمية والسجل المدنى وادارة التموين وادارة الشئون الاجتماعية شرقاً ومجلس مدينة العياط وقسم الشرطة ومحكمة العياط والتأمين الصحى غرباً ويؤكد الاهالى بانهم طالبوا المحافظ مراراً وكذا جميع محافظى الجيزة السابقين بضرورة انشاء كوبرى علوى للمشاة فى اى مسافة على طول شارع الجيش وشارع شكرى القواتلى لتخفيف الكثافة على هذا المزلقان ولفصل مرور السيارات والتكاتك ووسائل النقل عن المشاة
"قرار فى علم الغيب!!"

أما الاستاذ محمد عويس  فيؤكد انه وعقب حادث القطار المحترق عام 2002صدر قرار من رئيس الوزراء حينها بتوسيع هذا المزلقان ومضاعفة مساحته وتطويرة إلا انه حتى الان لم ينفذ هذا القرار بحجة الدراسة الأمنية حيث ان هناك سوق تابع للوحدة المحلية يجب إزالة بعض الباكيات منه وهو امر حتمى ومنطقى اذ كيف سيتم توسيع المزلقان وخلف مبنى وسكن ناظر المحطة هذه المحلات ولكن يبدو ان المسئولين يخشون التنفيذ لسطوة التجار والمنتفعين !!     
ولنعود الى بعض ما أعلنته وزارة التخطيط والذى يؤكد خطورة هذه المزلقانات  ووفقاً لموقع وزارة التخطيط، فإن الحكومة انتهت من تطوير 65 مزلقانا خلال الفترة الماضية، بينما تباشر استكمال الأعمال فى 196 مزلقانا آخر، بينما اعتمد وزير التخطيط أشرف العربى مبلغ 835 مليون جنيه فى ميزانية العام الماضى من أجل تنفيذ الخطة العاجلة لصيانة وتطوير هيئة السكك الحديدية المصرية. وتعتمد الخطة العاجلة على توفير نحو 635 مليون جنيه من الخزانة العامة، ونحو 200 مليون جنيه من بنك الاستثمار القومى، لتنفيذ عدة أعمال فيما خصص 200 مليون جنيه لتأمين وتجديد المزلقانات 321 مزلقاناً، بالإضافة إلى طرح وتطوير 550 مزلقاناً إلكترونيا حتى نهاية ديسمبر 2013.فى المسافة القصيرة الواصلة بين العياط والجيزة تعانى المزلقانات من حالة سيئة معرضة للحوادث على مدار الساعة خاصة مع كثافة حركة القطارات وسرعتها التى تصل إلى 80 كم
رئيس مدينة العياط يطمن الأهالى ..

وفى تصريح للسيد العميد امير محمد الامير رئيس مجلس مركز ومدينة العياط الذى تولى مسئوليته منذ عدة شهور ويبذل قصارى جهده من اجل قرى ومدينة العياط اكد على مخاطبة الهيئة والوزارة بخصوص هذا المزلقان واضاف انه سيتم تطويره قريباً واشار الى ان الهيئة طالبت بتوفير سكن بديل للسكن القديم المخصص لناظر المحطة والذى يقع على يمين المزلقان ومقرر ازالته لهذا التطوير وتوسيع المزلقان وقد تم بالفعل توفير  3 شقق سكنية وجارى الاتفاق بين الهيئة والمحافظة على التسليم والازالة بدءا للتنفيذ
 هكذا إنتهت جولتنا بين الأقوال والأفعال ، بين الواقع والخيال ،،ويبقى دائماً فى نهاية تحقيقنا هذا الذى تابعنا فيه عن قرب أهم المشكلات التى تواجة اهالى تلك المناطق لما لها من خطورة على ارواح الأبرياء يومياً ، اليس من حق هؤلاء تحقيق حلمهم الذى طال انتظارة على مدى اكثر من اربعين عاماً فى توسعة هذا المزلقان وتطويره وانشاء نفق او كوبرى للمشاة اسوة بما تم باى قرية من قرى محافظة الجيزة ! اليس من حقهم ان يتابعهم المسئولين بالمحافظة ليحققوا شكواهم ومطالبهم المشروعة فى حياة كريمة ، حلمهم الاول والاخير هو زيارة مفاجئة لمحافظ الجيزة يتجول فيها بشوارع مدينة العياط وبعض القرى ليرى بعينه حقيقة تلك المشكلات التى تراكمت على مدى سنوات دون ادنى تحرك واغرقت الجميع فى بحار من الاهمال والمعاناة فى ظل حكم بائد لم يعطى اهتماماً الا لمن هم فى دائرة اهتمام صفوته ، وهاهى  تلك الامال تتحقق فى ظل هذا العهد الجديد للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى اعطى اشارة البدء فى التنمية الحقيقة والتطوير والبناء والاهتمام بقرى وربوع مصر دون ادنى تفضيل وانطلق موكبه ليحقق لمصر ماحرمت منه عبر سنوات وسنوات .

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا