حكاية شهيد


                                   الشهيد أبراهيم
                             أم الشهيد 
                                      
ابراهيم محمد محمود عامر شاب فى العشرين من عمره ، قُتل أو أنتحر هذا ملا يعلمه إلا الله ، أما أسرته فلا تعلم عن موته شيىء سوى أنهم جاءهم خبر وفاته فى إحدى المظاهرات بمدينة السادس من أكتوبر وبحثوا عن جثته حتى عُثر عليها فى مشرحة زينهم وعلموا انه مات غرقاً عندها توقف علم الأسرة ولكن أهالى كفر الواصلين بقرية  القبابات إحدى قرى مركز أطفيح بالجيزة تطوعوا فى سرد أقاويل وإدعاء تفاصيل عن كيفية الوفاة ومَنْ السبب فيها وطالت الأحاديث تصويراً لجثة الشاب فهوـ على حد زعمهم ـ مقتول بطلق نارى وممثل بجثته تمثيلاً أدى لوجود جراح شديدة بالجسد تبدو وكأنها طعنات سكين وختام تلك الأقاويل أن الجيش هو الذى قتله ومثلَ به ثم تم غلقاءه فى إحدى التُرع ..... أمام كل هذا لم يكن بد من لقاء أهله والوقوف على حقيقة الأمر فتوصلت للقاء والدته واجريت معها هذا اللقاء ...

بداية خالص عزائى لكى وللأسرة وحدثينى عن الشهيد
ابراهيم كان عمره 20 سنة من مواليد 93 وطالب بالفرقة الأولى
 بكلية الهندسة جامعة القاهرة وليست له أى ميول سياسية أو توجهات
 مع طرف ضد طرف وكان حسب ما عرفت نزل مع زمايله
 يشاهد المسيرات زى أى شخص وحصل اللى حصل وربنا افتكره
أزاى عرفتوا بالخبر وأين وجدتم جثته ؟
لقيناها فى مشرحة زينهم بعد ما زمايلوا اللى نجوا إتصلوا بينا وقالوا لنا ابراهيم استشهد.
فيه كلام ان الجيش هو اللى قتله ورماه فى الترعة وكان به اصابات رصاص وسكاكين ايه التفاصيل الصحيحة؟
ده كلام مش مظبوط ، اخوه هواللى شاف الجثة وقال ما فيهاش غير جرح صغير سطحى فى رأسه والدكاترة قالوا مات غريق وإحنا رضينا بقضاء الله والله يرحمه واى تفاصيل عايزين تعرفوها إسألوا اخوه
وبالطبع لم يكن ليمر هذا الامر دون سؤال اخوه الأكبروعبر الهاتف كان الحوار
أخذنا من والدتك رقم تيلفونك وقالت أن معاك تفاصيل وفاة أخوك
لا تسمعى لكل هذا الكلام الدائر فى البلد ، ابراهيم حسب ما روى زمايله كان بيتفرج على المسيرات وإتخنقوا جميعاً من كثرة القنابل المسيلة للدموع فقام البعض منهم بإلقاء أنفسهم فى النرعة وهو فعل مثلهم ولكنه لا يعرف السباحة فغرق وذهبت بعد علمى بالواقعة لمشرحة زينهم وكشفت عن الجثة وتأكدت أن بها جرح سطحى بالرأس فقط وتقرير المشرحة بإعتباره نوع من الأنتحار يقترب من الحقيقة لعدم وجود فاعل دفع به للترعة. وهذه هى الحقيقة .. انتهت لقاءاتنا مع أهل الشهيد عند هذا الحد .
.... ومواطنة تكشف الحقيقة
أثناء خروجنا من القرية قابلتنا إحدى الاهالى تعمل بمركز غسيل الفشل الكلوى بالقرية وتدعى ( ع ) وسألناها عما يملأ القرية من كلام فى هذا الموضوع ففجرت مفاجأة من العيار الثقيل حيث قالت أن الوحيد الذى يقول أن الجيش هو الذى فعل بإبراهيم كذا وكذا هو أحد الأطباء المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين .
تلك كانت قصة الشهيد وما أحاط بها من شائعات وأقاويل لم نرى مناص من إستكشافها وجلاء حقيقتها ، وبعدها لا نملك إلا ان ندعو الله عز وجل أن يتغمد الفقيد الشهيد بواسع رحمته وأن يلحقه بالصدقين والشهداء.
                                                                                                        
                                                                                                         تحقيق
فاطمة فتحى غوينم

إرسال تعليق

0 تعليقات

close
ضع اعلانك هنا